اعتبر المسؤول الفلسطيني عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الفلسطينية ومفوضها العام للعلاقات العربية عباس زكي لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس بزعيمة المعارضة الإسرائيلية تسيفي ليفني بالمهم في ظل انحسار دور المعارضة السياسية الإسرائيلية، وأفول نجمها في وجه سياسة نتنياهو “المتطرفة” ووصف زكي ل “الشرق” اللقاء بأنه يأتي لدعم بروز معسكر للسلام في إسرائيل بعد أن اختفى هذا المعسكر بعد اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إسحق رابين عام 1995 وقال، إن الإسرائيليين يتوزعون على ثلاثة اتجاهات: الأول: الاتجاه المتطرف الذي يتزعمه نتنياهو وليبرمان وينكر الوجود الفلسطيني ويرى بالوطن الفلسطيني البديل في الأردن أو غزة، وكشف زكي أن إسرائيل قطعت شوطا في عهد مبارك وخططت في حالة تسلم جمال مبارك الحكم في مصر أن تضيف إلى مساحة غزة “720′′كم2 باتجاه الشاطئ على أن يتم تعويضها من صحراء النقب المصرية، لتمتلك غزة أكبر ميناء بحري وجوي، وترتبط بالحدود السعودية الأردنية للتصدير، وتتحول إلى دولة عصرية منافسة، وتكون جاذبة لكل الفلسطينيين بما فيهم سكان الضفة الغربية، وستقيم إسرائيل السدود المائية والترابية والأسلاك الإلكترونية وستلهي الفلسطينيين بالاقتصاد والعمل والنمو ولن تسمح لهم بمعاداتها مرة أخرى. الثاني: وصف زكي هذا الاتجاه بفريق الدولة ذات الحدود المؤقتة والذي يقوده بيرس وإيهود براك وزير الدفاع في حكومة نتنياهو وهذا الاتجاه يمثل خطر كبير لأنه يستثني القدس والأراضي المحتلة عام67 بحيث يصبح أي اتفاق انتقالي مع الإسرائيليين اتفاق دائم، وبالتالي “حذرنا من الوقوع في هذا الشرك” وتراجعت أية توجهات فلسطينية نحو الدولة ذات الحدود المؤقتة. الثالث: اعتبر زكي أن هذا الاتجاه في إسرائيل هو اتجاه اليسار ومعسكر السلام الغير موجود منذ اغتيال رابين والذي أصبح في ظل التطرف الإسرائيلي على هامش القرار رغم ادعاء إسرائيل للديموقراطية وبالتالي لا يجد الرئيس الفلسطيني وهو يقود فكرة حل الدولتين شريكا له في إسرائيل. وأضاف زكي إن هذه الأمور جميعها إضافة إلى المتغيرات والمستجدات على الساحة العربية تفرض على الأجندة الفلسطينية وضع استراتيجية فلسطينية تأخذ بعين الاعتبار هذه المستجدات. وقال، إن سبب عدم عقد اللقاء في رام الله جاء نتيجة لتخوفات زعيمة حزب كاديما تسيفي ليفني من استهدافها من قبل المستوطنين المتطرفين، وإن ما ميز هذا اللقاء هو مشاركة نجل المتطرفة اليهودية غيئولا كوهين في اللقاء الذي وصفه بالمثمر على صعيد تحريك الشارع الإسرائيلي وجبهة المعارضة اليسارية في وجه حكومة نتنياهو – ليبرمان ونفى زكي أن تكون ليفني قد حملت أية رسائل من القيادة الفلسطينية لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وأكد أن اللقاء تم للبحث عن مخرج للمأزق الحالي الذي تواجهه المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ودعا زكي إلى عدم التدقيق في زمان ومكان اللقاء مشيرا إلى ما وصفه بالاستبداد الليكودي، دفع بهؤلاء للابتعاد عن عقد اللقاء في رام الله، وقال إن الوفد الإسرائيلي برئاسة ليفني أراد معرفة الموقف الفلسطيني بعد خطوة التوجه إلى الأممالمتحدة وطلب الاعتراف بالدولة، وبماذا يفكر الفلسطينيون ما بعد المصالحة. وأضاف زكي “كان من السهل إقناع وفد كاديما بوجهة النظر الفلسطينية على قاعدة ما وصفها باللغة الواضحة والموقف الأكثر وضوحا من الرئيس الفلسطيني لدرجة استغراب أعضاء كاديما وعدم درايتهم بما تم التوصل إليه، أو بالجدل نفسه داخل حكومتهم حول التسوية”. وقال زكي ردا على سؤال “الشرق” حول موافقة السلطة الفلسطينية على دولة منزوعة السلاح وهي أحد اشتراطات اللجنة الرباعية للسلام بأن “ما يشاع حول هذا الأمر يدخل في إطار المزاعم والافتراءات الهادفة لثني السلطة الفلسطينية عن مواصلة مشوارها نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية والتراجع عن إنجاز المصالحة.” وقال زكي، إن إفراج إسرائيل عن أموال السلطة الفلسطينية جاء نتيجة ضغط دولي، وعما وصفه بالمفاجآت التي قد تترتب على إيقاف صرف مستحقات السلطة في إشارة لحل السلطة. واختتم زكي بدعوته لأخذ كافة أشكال الحيطة والحذر من أية مفاجآت لما وصفها بالتحديات الكبرى التي تجتاح دول المنطقة .نفى ل “الشرق”القيادي الفلسطيني عباس زكي اتهامات تتحدث عن تقديم الفلسطينيين تنازلات باهظة لإسرائيل مقابل إفراجها عن أموال السلطة الفلسطينية، وقال لا يجرؤ أي قيادي أو وفد أو مسؤول فلسطيني على منح إسرائيل أية ضمانات مقابل استعادة أموال الضرائب والجمارك التي هي حق فلسطيني بموجب اتفاقية باريس الاقتصادية بين الفلسطينيين والإسرائيليين.