استغل وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان الاجتماع السنوي لسفراء العدو في الخارج ليشن هجوما شديداً على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان ، وطال هجومه كذلك رئيسه بنيامين نتنياهو الذي عرض خطة سياسية "غير واقعية" للتوصل الى تسوية مع الفسلطينيين خلال سنة. وقال ليبرمان مخاطباً أكثر من 170 دبلوماسياً إسرائيلياً "حتى لو أعطينا الفلسطينيين تل أبيب وانسحبنا الى حدود العام 1947 سيختلقون اعذاراً للامتناع عن توقيع اتفاقية سلام". وأكد ليبرمان أن (اسرائيل) سترد على كل الخطوات التي يقوم بها الفلسطينيون في الأممالمتحدة ، ونشاطاتهم في أميركا اللاتينية للحصول على اعتراف بدولة فلسطينية ضمن حدود 1967 . وقال "لدينا الكثير من العصي على الرف الى جانب الجزر" ، وأضاف "ليس من صالح الفلسطينيين الاستمرار بهذه المساعي ، واذا اضطررنا للمواجهة فلن نتردد".-على حد تعبير العنصري ليبرمان. كذلك هاجم ليبرمان بشكل شخصي رئيس السلطة الفلسطينية عباس واصفاً ادارته بأنها "غير شرعية" لانها لم تصل عبر انتخابات ولذلك لا يجب التوقيع معهم على أي اتفاق. كما وجه ليبرمان انتقاداً غير مباشر خلال خطابه لرئيس الحكومة نتنياهو بقوله "ان محاولات التوصل الى اتفاق سلام يشمل جميع القضايا الجوهرية خلال عام واحد بعيدة عن الواقع". كما انتهز ليبرمان هذه المناسبة للهجوم على تركيا واصفاً رئيس حكومتها أردوغان ووزير خارجيته ب "الكذابين" ، إذ قال "لا يمكنني أن احتمل أكثر الاكاذيب التي يطلقها أردوغان ، ويهدد اسرائيل من لبنان. وأكاذيب وزير الخارجية التركي حين قال ان اسرائيل تأخرت عدة أيام لترسل مساعدات لتركيا في الزلزال الذي ضربها عام 1999. لقد أرسلنا وقتها 250 مسعفاً للمساعدة في انقاذ ضحايا الزلزال ، وهذا كشف طبيعة اردوغان وأوغلو". وأكد ليبرمان أن اسرائيل لن تعتذر عن جريمة قتل النشطاء الاتراك في أحداث قافلة المساعدات لغزة. وكما هو متوقع أثارت تصريحات ليبرمان ردود أفعال واسعة في الوسط السياسي. ففي الوقت الذي أكد أعضاء في الائتلاف الحكومي بينهم رئيس الحكومة وكبار قادة حزب العمل بأن تصريحات ليبرمان لا تعكس الموقف الرسمي الاسرائيلي ، استغل حزب "كاديما" الفرصة لتوجيه ضربة جديدة لنتنياهو. فبعد ساعات معدودة من هجوم ليبرمان على تركيا والسلطة الفلسطينية وسياستها أصدر مكتب رئيس الحكومة بياناً أكد فيه "أن ما قاله ليبرمان يعكس رأيه وموقفه الشخصي فقط كغيره من وزراء الحكومة ، أما موقف الحكومة الاسرائيلية يمثله فقط ما يقوله بنيامين نتنياهو." من جهة أخرى شنت رئيس المعارضة تسيبي ليفني هجوما على وزير الخارجية العنصري ليبرمان ، كما اتهمت نتنياهو ووزراءه بالحاق ضرر استراتيجي كبير باسرائيل. وأضافت ليفني تقول "إن ضعف نتنياهو سمح لوزرائه بضرب مصالحنا الوطنية". كذلك انتقد وزراء حزب العمل تصريحات العنصري ليبرمان ، وأصدر الحزب بياناً جاء فيه "ان حكومة اسرائيل برئاسة نتنياهو التزمت في السابق بحل الدولتين ، ويرى الحزب أن الوقت قد حان لاعتماد ما جاء في خطاب نتنياهو في جامعة بار ايلان سياسة للدولة بأسرع وقت ممكن ، فالتقدم في العملية السلمية هو الضامن الوحيد لمنع محاولات نزع الشرعية عن (اسرائيل) في العالم ، إن الحزب يعرب عن أسفه لتصريحات وزير الخارجية غير المسؤولة والمستفزة والتي تهدم كل تقدم في العملية السياسية ، ان تصرفات ليبرمان ستعمق من عزلتنا في العالم ويبعدنا عن هدف تحقيق السلام والامن مع جيراننا". أما حزب "كاديما" فأصدر بياناً قال فيه "إن ليبرمان قال ما يعرفه كل إسرائيلي ، فالجميع يعرف أن حكومة اسرائيل ليست لها رؤية سياسية وليس لها رئيس مسؤول ، إن نتنياهو ليس هو الرئيس الحقيقي لحكومة إسرائيل. ولا يوجد أي تنسيق بين وزرائها وهذا الوضع خطير جداً، إن هذه الحكومة قد أنهت مهمتها ، واذا كان قادتها يحترمون الجمهور الاسرائيلي فعليهم الاعتراف بالحقيقة والخروج من السلطة". وانتقد يسرائيل حاسون ، من حزب "كاديما" ، تصريحات ليبرمان ووصفه بأنه " شخص مهووس باشعال الحرائق ويقوم بتأجيجها...جميعنا سندفع ثمن الصراع السياسي القائم بين ليبرمان ورئيس الوزراء نتنياهو" . وأضاف النائب في الكنيست الإسرائيلي أن رئيس الوزراء هو الذي وافق على أن يمثل ليبرمان (اسرائيل) ، داعيا نتنياهو إلى اقالته. "الخطة ب" من جانب آخر ، ذكرت صحيفة "هآرتس" أمس أن العنصري ليبرمان يعمل على بلورة خطة سياسية تهدف الى التوصل الى اتفاق مرحلي مع الفلسطينيين. وسبق أن كشف ليبرمان عن الخطوط العريضة لخطته هذه لرئيسه نتنياهو ، ويأمل أن تصادق عليها "السباعية الوزارية" تمهيداً لعرضها على الادارة الاميركية في الاشهر المقبلة على أنها تمثل الموقف الاسرائيلي النهائي. وأطلق ليبرمان على خطته هذه اسم "الخطة ب". وقال ليبرمان في خطابه امام اجتماع السفراء أنه يضع اللمسات الاخيرة على خطته السياسية هذه الايام.وتوقع أن تستأنف الادارة الأميركية ضغوطها على (إسرائيل) فيما يتعلق بالشأن الفلسطيني عقب انتهاء فترة اعياد الميلاد والسنة الجديدة . وتقوم خطة ليبرمان المزعومة على أساس زيادة التعاون مع السلطة الفلسطينية في مجالي الامن والاقتصاد ، بهدف تعزيز الاستقرار في الضفة الغربية ومنح الفلسطينيين صلاحيات أمنية أكبر على الأرض.