جدة – الشرق تسعى المهندسة السعودية عمرة قمصاني إلى تسجيل أول ماركة مفروشات عربية في 28 دولة حول العالم، تمهيداً لاعتمادها كعلامة تجارية عالمية تقدم منتجات مبتكرة وعالية الجودة في صناعة الأثاث والمفروشات. وكانت قمصاني المتخرجة من قسم التصميم الداخلي من جامعة الملك عبدالعزيز، قد عرضت الأسبوع الماضي قطعة نادرة من التراث الإسلامي، متمثلة في تصميمها لمائدة طعام أطلقت عليها اسم “أسطورة”، مزجت فيها فن التراث الإسلامي مع التصاميم الحديثة، وعرضتها أمام أكثر من ألف زائر وزائرة للمعرض الدولي للأثاث والديكور، في مركز جدة الدولي للمعارض والمؤتمرات. وقالت مهندسة الديكور عمرة قمصاني “تسجيلي لأول ماركة سعودية عربية في صناعة المفروشات يهدف إلى أن يكون نواة للعمل من أجل إنشاء أول مدينة صناعية نسائية في المملكة، تهتم بصناعة الأثاث والمفروشات، والعمل من أجل أن تدار هذه المدينة من كوادر سعودية مؤهلة تأهيلاً عالياً”. وأشارت قمصاني إلى أن طرحها لهذه العلامة نبع من دعوة الأمير خالد الفيصل؛ من أجل الوصول إلى العالم الأول، مؤكدة أن المرأة السعودية أصبحت محركاً مهماً للنمو الاقتصادي بعد تطوير القوانين التي تخدمها؛ ما مكّنها من ممارسة عملها بصورة طبيعية. ولفتت قمصاني إلى أنها انطلقت من إدارة الأعمال إلى الإبداع والابتكار، عندما امتهنت تصميم الديكور، وصقلت موهبتها بالعديد من دورات التصميم والديكور والتجميل، ودعمت تفوقها بتعلم اللغة الفرنسية، إلى جانب الإنجليزية؛ لتطلع على ثقافات الشعوب، وتتواصل معهم. وبعد 15 عاماً من الخبرة في مجال الديكور، احترفت هذا الفن كعلم وإبداع، واستطاعت أن تفتح شركة تحمل اسمها، مؤكدة أن اسمها ساعدها على الانتشار لغرابته. وتؤكد قمصاني أنها تحب كل ما هو غريب، حتى الألوان التي تستخدمها في طلاء الجدران، ألوان مبهمة تتكون من عدة طبقات لتعكس الداخل على الخارج، وتعطي لوناً مميزاً مبهماً تصعب تسميته، فتخلط بين الصارخ والهادئ، وتعمد لخلط الألوان، وينتج لون جديد مميز يثير الدهشة، وشدّدت على أن فن تصميم الديكور جوهره الابتكار والإبداع، وبدون التميز والاختلاف، وقالت “أن أصبح مصمّمة ديكور لي بصمتي الخاصة والمميزة، جعلني أبتعد عن التقليد في كل شيء”. وأشارت المهندسة السعودية إلى أنها تتهيّأ للدخول للعالمية بمجرد الانتهاء من إجراءات التسجيل، كما تستعدّ لتدشين معرض لها في الرياض، ثم التوجه إلى العاصمة البريطانية لندن لافتتاح معرضها الثالث. مشيرة إلى أنها صممت، ونفذت مشروعات كثيرة للواجهات الخارجية والديكورات الداخلية للمحلات التجارية والمطاعم، ولها تجارب في تصميم ديكورات البرامج التلفزيونية والقصور الفخمة. وتقول “حققت العالمية كأول امرأة سعودية مهندسة في فن الديكور، فحين بدأت من جدة -عروس البحر الأحمر- أردت أن تكون البداية من مسقط رأسي، ولم أغفل عن رغبتي في جعل اسمي ماركة عالمية، وتضيف “حين رأيت إعجاب الإيطاليين بديكوراتي، من خلال موقعي الإلكتروني، نويت أن أقوم بفتح فرع لي في لندن، ولقد لاقت الفكرة استحسان الكثيرين، وأنا حالياً أعمل على افتتاح فرع ثانٍ في الرياض، ثم التوجه إلى العاصمة البريطانية لندن”. ونفت عمرة ما يشاع أن التصاميم التي تنتجها باهظة الثمن، موضحة أن زيادة التكاليف لا تمثل عائقاً في التصميم؛ لأن الفكرة والهدف الأساسي ليس البيع، وإنما إظهار ما تملكه المرأة السعودية من أفكار لا مثيل لها في العالم. وعن إبداعات المرأة السعودية بحكم عاداتها وتقاليدها، ومنها من يتّهمها بالانغلاق والتخلف، قالت “المرأة السعودية امرأة مبدعة وخلّاقة، ونحن أمّة تعمل وتنجز، وليست بذلك الوصف الذي كانت تتناوله الصحافة الغربية”. وعن توجهها الجديد مع بداية عام 2012 م إلى الفن العربي والإسلامي في تصميم الديكورات الخاصة بها، أشارت أنها تتبع مدرسة تجمع بين الكلاسيكية والحداثة العصرية؛ فالتراث الإسلامي قابل للتطور والتحوير إلى أشكال مختلفة، موضحة أنها تسعى من خلال أعمالها على هذا التطوير؛ ليتوافق ويتناسب مع الزمن الذي نعيشه. وأشارت إلى مشكلة عدم ثقة المستثمرين ورجال الأعمال في الإبداع السعودي، حتى ولو كان يفوق الإبداع الخارجي، وقالت “مازالت (عقدة الخواجة) تسري في عروقنا، ورغم وجود كوادر وطاقات إبداعية خلّاقة، وكفاءة أيضاً في الإنتاج، إلا أن مصمّم ومصمّمة الديكور بحاجة إلى هذه الثقة”. ودعت مصمّمة الديكور عمرة قمصاني إلى ضرورة إصدار قرار يمنح عقود التأثيث للشباب السعوديين والشابّات السعوديات المتخصصين في فن الديكور في المشروعات الكبيرة، بدلاً من ترسيتها على مصمّمين أو شركات أوربية وأمريكية.