تنطلق في 13 يونيو الحالي الدورة الأولى من “أجمل أيام حياتي”، وهي استعادة لأفلام لبنانية انتجت في الستينيات والسبعينيات من القرن الفائت، تعكس وضع السينما اللبنانية في تلك المرحلة، وتقدم تحية إلى مدينة بيروت، وتكرم المطربة صباح، والممثل إحسان صادق، اللذين طبعا بحضورهما عشرات الأفلام السينمائية المحلية. يعرض خلال هذه التظاهرة، التي تقام بمبادرة من جمعية “متروبوليس”، ومكتب السياحة اللبنانية في باريس، 11 فيلماً لبنانياً بالأبيض والأسود والألوان، بحضور أحد ممثليها، أو المشاركين في إعدادها. وتزين هذه الباقة من الأفلام اللبنانية القديمة المختارة الشاشة الكبيرة في سينما “متروبوليس آمبير” في بيروت حتى 22 يونيو، وسيقدم الأفلام للجمهور نقاد وصحافيون وهواة سينما عايشوا هذه المرحلة على غرار الناقد اللبناني إميل شاهين. وتؤكد رئيسة جمعية “متروبوليس” هانية مروة أن هذه الدورة مهداة خصوصاً إلى إحسان صادق، الذي بدأ مشوار السينما اللبنانية من أمام الكاميرا وخلفها، وكذلك إلى صباح، حيث سيعرض فيلمان من بطولتها في 16 يونيو. ويقول نقيب الفنانين المحترفين السابق إحسان صادق، الذي شارك في نحو 28 فيلماً سينمائياً لبنانياً، لوكالة فرانس برس “إنها مبادرة جيدة يتعرف الجمهور من خلالها على الصفحات الماضية من حياتنا الفنية، وهي فرصة نناقش فيها الأفلام مع الجمهور، الذي سيسترجع أعمالاً قد شاهدها البعض في الماضي، وسيكتشف الجيل الجديد عبرها كيفية الإنتاج سابقاً مقارنة باليوم. إنها مبادرة تقيم تواصلا ما بين الأمس واليوم”. وتفتتح هذه الاستعادة بتكريم لإحسان صادق، ويعرض في الأمسية نفسها فيلم “بيروت صفر11″، من إنتاج 1967 للمخرج أنطوان ريمي، وهو من بطولة صادق، وصباح، ويروي ظروف اختفاء تمثال أثري، وتصارع عصابتين على الحصول عليه. ويرى صادق أن “موضوع هذا الفيلم اجتماعي مشوق، ويلاحظ أن السينما اللبنانية في فترة الستينيات وبداية السبعينيات كانت في عزها، وكان استوديو بعلبك، حيث كانت تصور معظم الأفلام مجهزاً بأحدث التقنيات”. ويضيف “كانت السينما اللبنانية تسير في شكل جيد تنتج بمعدل عشرين فيلماً سنوياً. وهذا رقم مهم بالنسبة لبلد صغير. لكن، مع الأسف، اليوم ثمة مشكلة في الحركة السينمائية التي تبدو رمزية. ثمة مخرجون يحققون ذاتهم في بعض الأفلام، لكن ليس من صناعة قائمة”. ومن العوامل التي أدت إلى ازدهار السينما اللبنانية في تلك الفترة بحسب صادق، هي مرحلة التأميم التي شهدتها مصر “حيث لجأ المنتجون المصريون إلى لبنان وعملوا هنا، وساهموا في تنشيط الحركة السينمائية محلياً، إذ إن معظم الأفلام في تلك الحقبة كانت من إنتاج مشترك ما بين مصر ولبنان”. وخلال الاستعادة، تعرض أربعة أفلام للمخرج محمد سلمان، من بينها “الجاكوار السوداء” من إنتاج 1965، وهو فيلم بالأبيض والأسود من بطولة إحسان صادق، وطروب، ورشيد علامة، وسمير شمص. أما فيلم “جيتار الحب” من إنتاج 1974، فأسند سلمان بطولته إلى صباح، وجورجينا رزق، وعمر خورشيد، وناديا جمال. ومحور قصة الفيلم “سلوى” التي تؤدي دورها صباح، وهي شابة فقيرة تبيع الذرة المشوية على أحد شواطئ لبنان، وترفض باستمرار الزواج من رجل يكبرها سناً. ويجمع “أهلاً بالحب” (1970) فريد شوقي وصباح، ويتناول قصة “حسين” المتواضع، الذي يحلم بأن يعيش بين الأغنياء، يستعير ملابس من صديقه، ويذهب إلى الحفلات، ويتصرف على أساس أنه ينتمي إلى الطبقة الثرية، وهناك يتعرف على المغنية دينا التي تقع في غرامه، وتصدم حين تكتشف حقيقته. كذلك سيعرض فيلم “بدوية في باريس” (1966) لمحمد سلمان، مع سميرة توفيق، ورشدي أباظة، عن فتاة بدوية تسافر للمرة الأولى إلى باريس، وفي مدينة الأضواء، تكتشف أنها تتمتع بموهبة فنية باهرة. والجمهور على موعد مع “عصابة نساء” من إنتاج 1970 الذي أخرجه فاروق عجرمة، وتقوم ببطولته صباح، وطروب، وإسماعيل ياسين، وفريد شوقي، ويوسف وهبي، عن صحافيين تركيين يعدان في بيروت تحقيقاً مثيراً يكتشفان عبره مقر عصابة من الجنس اللطيف. ويعرض في الاستعادة فيلمان للمخرج هنري بركات، هما “أجمل أيام حياتي”، من 1974 مع نجلاء فتحي، وحسين فهمي، وسمير شمص، عن فتاة ثرية مدللة والدها، الذي يرفض زواجها من شاب تحبه، فتهرب إلى لبنان عن طريق البحر متنكرة بزي رجل، وتلتقي شاباً على متن السفينة، ويصبحان أصدقاء، وسرعان ما يكتشف أنها فتاة. أما “نغم في حياتي”من منتصف السبعينيات مع ميرفت أمين، وفريد الأطرش، وحسين فهمي، فيتناول قصة “حنان” الفتاة الجميلة، التي تعمل سكرتيرة لدى المطرب “ممدوح”، ولكنها تدخل في علاقة مع “محسن”، فتتأزم المواقف. ويقتبس فيلم “العسل المر”، الذي أنتج في العام 1964، للمخرج رضا ميسر، رواية كتبها البريطاني توماس هنري هول، وهو من بطولة سمير شمص، وكواكب، وسواهما. وسيتمكن الجمهور من مشاهدة فيلم بالأبيض والأسود عنوانه” إنتربول في بيروت” (1966) لكوستانتين كوستانوف، مع طروب، ورياض غلمية، ومحمد عبدالوهاب، عن ميكانيكي يقع ضحيه عصابة تورطه في قتل امرأة، وعندما يخرج من السجن يكون هدفه الوحيد البحث عن هذه العصابة. وتخصص استعادة “أجمل أيام حياتي” أمسية لعرض فيلمين وثائقيين قصيرين عن السينما اللبنانية، هما “لبنان من خلال السينما ” للمخرج هادي زكاك من إنتاج 2003، ويسلط الضوء على خمسين فيلماً روائياً تم إنتاجها في الخمسينيات حتى 2001، و”هاوي السينما” لحسيب شمس من إنتاج 2011 عن السينمائي اللبناني حبيب شمس، ويتبعهما عرض فيلم “الجبابرة” لحبيب شمس، وهو شريط بالأبيض والأسود من إنتاج 1963، ومن بطولة المغنية طروب، والمصارعين جان وأندريه سعادة، والممثلة فريال كريم. وأشارت مروة إلى أن معرضاً لملصقات نادرة لأفلام لبنانية جمعها اللبناني عبودي أبو جودة، سيقام بالتزامن مع عرض الأفلام. أ ف ب | بيروت