اشتهرت المنطقة الشرقية بألعاب متعددة، تتشابه إلى حد كبير مع نظيراتها في دول الخليج العربي. وقسم الباحثون الألعاب الشعبية إلى نوعين، بعضها خاص بالفتيات وآخر للصبيان، تتنوع أهدافها، فبعضها للتسالي، وأخرى لتنمية الذكاء، كما أن بعضها شتوية وأخرى صيفية. ويقول الطفل مهند صادق عشر سنوات إنه وعلى الرغم من امتلاكه عدداً من الألعاب الإلكترونية و المعتمدة على التقنيات المتطورة، إلا أنه لا يستغني عن اللعب خارج المنزل يومياً مع أبناء الحي دون موعد مسبق، ومن هذه الألعاب «الصبة» و» الخطة» و» الغميضة» و» الدوامة»، و تختلف أسماؤها بين المناطق. بينما يجد الطفل ،علي الناس، صعوبة بالغة في الخروج من منزله، و الاندماج مع أقرانه من أبناء الجيران، فهو يلتقيهم فقط عند ركوب السيارة، مشيراً إلى أنه يلعب مع أصدقائه، فيما ينتظر الإجازة الأسبوعية على أحر من الجمر، التي يقضيها في منزل جده في حي الشويكة، ويستطيع خلالها رؤية أصدقائه واللعب معهم في أزقة وطرقات وساحات الحي. ويشير المؤرخ علي الدرورة، الذي بحث في ألعاب البيئات الزراعية، إلى أن الإنسان بطبيعته يميل إلى اللهو و اللعب، فيبتكر الألعاب و يطلق عليها مسميات تتناسب مع بيئته فالبيئات الزراعية، وخاصة القريبة من البحر كونت مزيجا من الألعاب التي هدفها واحد، للأطفال ذوي السن المتقاربة بل وأنها تصقل الطفل كي يصنع لعبته بنفسه ويحافظ عليها، بل ويفاخر بين أقرانه بجودتها. ويؤكد الدرورة أن معظم الألعاب الشعبية المتداولة اليوم كانت في العصور الخوالي وبنفس الأدوات مع اختلاف المسميات، فلعبة «المفايل» التي كان الشاعر الجاهلي طرفة بن العبد، يلعبها هي نفسها لعبة» الشكة» مع اختلاف الاسم، فبعض الألعاب الموروثة لا تزال موجودة في الأحياء الشعبية بشكل خاص.