أقام أدبي حائل محاضرة بعنوان «المنهج القديم المتجدد» للدكتور سحمي الهاجري في القاعة الثقافية في مقر النادي بحي الحوازم. وافتتحت المحاضرة بالإشارة إلى المناسبة السعيدة للذكرى السابعة للبيعة المباركة وتجديد الولاء لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حفظه الله، ثم بدأ الدكتور الهاجري بالقول إن اليوم يصادف اليوم العالمي للتنوع الثقافي، داعياً الجميع إلى التنوع الثقافي والمعرفي. وأشار إلى أنه في لقاء سابق مع رئيس النادي الدكتور نايف المهيلب دار نقاش بينهما حول غلبة النقد الثقافي في ندواتنا وملتقياتنا الأدبية، وتراجع حضور النقد الأدبي، والنظريات النقدية، في منابر الأندية الأدبية، ولأن هنالك حكمة ذهبية تقول «لا تقترح أمراً، بل اشرع فيه بنفسك»، فقد وجدت في الأخوة في نادي حائل الأدبي فرصة لتبادل الأفكار حول هذه القضية، من خلال عرض تجربة محددة. وقال المُحاضر «بداية، لا يمكن أن نغفل في حال من الأحوال أن النظريات النقدية الحديثة لم تغب عن قاعات الدرس في أقسام الأدب واللغات في جامعاتنا، ولكن من المؤكد أنها تقلصت على مستوى الممارسة النقدية ومنابر الأندية الأدبية تحديداً بشكل لافت، ولعل كثيراً منكم يتذكرون الدكتور سعد البازغي، والدكتور عبدالله الغذامي، والدكتور سعيد السريحي، وأمثالهم، الذين يجوبون أنحاء المملكة ليحللوا النصوص الشعرية والقصصية على ضوء النظريات النقدية الحديثة، مثل البنيوية، والتفكيكية القائمة على تفكيك بنية النص، وإعادة تركيبها بطريقة مغايرة لوظائف عناصرها الأصلية، ليصبح الهامشي مركزياً، والمركزي هامشياً. وأضاف «تاريخنا الأدبي والثقافي يحفظ تلك المعركة التي احتدمت آنذاك بسبب ما كان يطلق عليه الحداثة، وهذه المعركة فيها كثير من جوانب الطرافة والإثارة، فمن الطريف مثلاً أن طرفي المعركة كانا يتفقان على عبارة واحدة، ولكنهما يختلفان على معنى العبارة، ولا يخفى كم الحمولات الأيديولوجية لدى كل من طرفي المعركة، وطغيان تلك الحمولات على حساب الجوانب المعرفية والجمالية. كما تحدث المحاضر عن شيوع الأدب الرقمي، وانتشار نظريات الاتصال، رابطاً ذلك بالبنيوية والسيميائية، وأضاف أن «تلك الأبحاث في مجملها قدمت مادة مهمة عن هذه النظرية، أما السيمياء في اللغة فتعني العلامة، ويوافقه في رأيه الدكتور عبدالملك مرتاض. كما قدم نماذج تحليلية لأعمال الروائي السوري حنا مينة في «الشراع والعاصفة»، حيث حل الشعر من ناحية الكم بعد السرد. وفي ختام محاضرته، قال «أعود إلى ما ذكرته في بداية حديثي من أن أول أهداف هذا اللقاء هو محاولة المساهمة في إعادة المساحة التي كانت الأندية الأدبية تمنحها للنقد الأدبي والنظريات النقدية الحديثة، خاصة بعد أن كادت هوية كثير من الأندية الأدبية تتبدد في الفترة الأخيرة، أما بخصوص التجربة التي عرضتها، فلعل فيها ما يساعد على إثارة النقاش هذه الليلة، وما يفتح الباب لمزيد من استقصاء تجارب أخرى مستقبلاً».