أقام نادي الجوف الأدبي الثقافي، ممثلاً في لجنته الثقافية بالقريات، ندوة ثقافية بعنوان «الروائح والعطور في الشعر الغزلي القديم دراسة سيميائية»، قدمها عضو هيئة التدريس في جامعة أم القرى، الدكتور ماجد الجعافرة. وتناول المحاضر نشأة الدراسات السيميائية في الوطن العربي، ومدلولات المصطلح في استخدام العرب لها، شارحاً معناها اللغوي، وأصل الكلمة في كلام العرب. ثم تحدث عن تعريف السيميائية اللغوي وأنواعها، التي منها سيميائية التواصل، والدلالية، والمبادئ الأولية للنظرية السيميائية التي تندرج ضمن الممارسات النقدية. وذكر الجعافرة بأن منهج التحليل السيميائي، أو ما يدعى بالقراءة السيميائية، تتطلع إلى الكشف عن دلالات السمات الكامنة في مجاهل اللغة الطبيعية والاصطلاحية معاً. واستشهد بشعراء عرب، أمثال عمر بن أبي ربيعة، وصريع الغواني، والعباس بن الأحنف، وكيف تطرقوا في أشعارهم لذكر الروائح والعطور، سواء في البيت المفرد، أو الصورة الممتدة في القصيدة العربية التي تشير إلى أنواع العطور، أمثال المسك والريحان، وغيرهما. كما عرَّف الجعافرة العطر ومدلوله السيميائي في ذهن المتلقي، وتأثيره على أذن السامع. والإشارة، أو العلامة، التي يريد من خلالها الشاعر لفت انتباه سامعيه عن طريق العطر، أو الرائحة الزكية. وختم الجعافرة أمسيته بقوله بأن السيميائية لها تفاعلات كثيرة مع علوم أخرى، كونها ترتبط منهجياً بدراسة الأدب والفنون اللفظية والبصرية.