أكد الأديب علي الأسمري تجاهل المجتمع العام له، والأدبي والإعلامي منه بشكل خاص، بعد ظروفه الصحية القاهرة التي ازدادت سطوتها عليه مع قلة ماله. وتحدث الأسمري الذي يستعد لبيع مكتبته الكبرى في أبها ل «الشرق» قائلاً: في البداية، أصابتني جلطة في عام 1425ه، ومنذ ذلك الوقت وأنا حبيس منزلي، وحبيس مكتبتي التي أخشى أن تكون نهايتي فيها كنهاية الجاحظ، حيث سقطت عليه فمات. ومكتبتي التي يُطلق عليها «مكتبة الجنوب»، بدأت بجمعها عام 1380ه، وكان أول كتاب اقتنيته «النجابة في معرفة من مات في المدينة من الصحابة»، وكذلك كتاب «شعراء نجد المعاصرون» لعبدالله بن إدريس، ثم بدأت في إضافة بعض الكتب، وبعض مؤلفاتي، حتى وصلت إلى شكلها الحالي. ومن ضمن مؤلفاتي «كتاب المسيرة الأدبية في عسير»، الذي تمت طباعته على حساب سمو أمير منطقة عسير سابقاً، الأمير خالد الفيصل، حفظه الله، كما أن لدي 15 مخطوطة، ومن ضمنها «متسكع في شارع الصحافة»، وهموم ثقافية، وهي من المؤلفات التي لم تفسح للنشر لأسباب مازلت أجهلها. وأضاف أن مخطوطة «متسكع في شارع الصحافة»، وأقصد نفسي بذلك المتسكع، لأنني موجود في الصحافة اليومية، وفي أقسامها الثقافية تحديداً، ومع ذلك لم أعطَ بطاقة انتماء لإحدى الصحف، فأصبحت متسكعاً. وحول ما يقضيه الأسمري من وقت داخل مكتبته خلال السنوات الأخيرة، قال: أقضي قبل مرضي وإحالتي للتقاعد ما يقارب الساعتين يومياً، وأما الآن فأقضي اليوم بطوله وأنا داخلها، وتوقفت عن الإبحار في الكتابة لعدم وجود التشجيع اللازم الذي توفر في بداياتي. وكشف الأسمري عن وجود عدد كبير من الصحف في مكتبته، وبأنها صحف قديمة وثرية، ومنها جريدة «المسلمون»، وكذلك جريدة «الأربعاء»، وملحق «الرسالة»، بالإضافة إلى عدد من مؤلفات المنفلوطي. وعن أشهر من يقرأ لهم باستمرار، قال: أقرأ لكتاب كثر، ومن أشهرهم غازي القصيبي، رحمه الله، والنساء مازلن عاجزات أن يأتين ب «غازي» آخر كالقصيبي. وطالب الأسمري المجتمع الثقافي بالوقوف إلى جانبه في ظروفه الحالية، قائلاً: والله، إني أمر بظروف مادية صعبة للغاية، ولو طلب مني توفير وجبة عشاء لضيف واحد لما استطعت، ولو كانت وجبة دجاج.