زار صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض أمس منزل الأديب الشيخ عبدالله بن خميس، وقدم خلال الزيارة عزاءه ومواساته لأبناء الشيخ عبدالله بن خميس الذي توفي صباح أمس في أحد المستشفيات في العاصمة الرياض بعد معاناة مع المرض، عن عمر يناهز 91 عاما. وكان في استقبال أمير الرياض أبناء الفقيد عبدالعزيز ومحمد وعدي وطارق وزياد وياسر. ودعا الأمير سلمان بن عبدالعزيز العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان. من جهته، عبر عبدالعزيز بن عبدالله بن خميس وإخوانه عن شكرهم وتقديرهم لأمير منطقة الرياض على هذه اللفتة الأبوية الحانية ومواساته لهم، وقال: «هذا ليس بمستغرب على حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده والنائب الثاني وأمير منطقة الرياض بمشاركة أبنائهم المواطنين بتقديم واجب العزاء، سائلا الله أن يحفظهم من كل مكروه». وزير الثقافة: الراحل رمز ثقافي جمع أطراف العلم وذكرنا بالأوائل من جانبه، أبدى وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز محيي الدين خوجة تأثره البالغ بوفاة الأديب الكبير عبدالله بن خميس أمس الأربعاء. وقال الوزير خوجة في اتصال هاتفي أجرته «عكاظ»: إن الفقيد أحد رموز الثقافة في المملكة وأحد الأسماء التي قدمت إرثا كبيرا في رحلة الأدب السعودي والتأليف والكفاح سواء في العمل الأدبي والصحافي كونه أحد المؤسسين لصحيفة الجزيرة. ويضيف خوجة: أن بصمات الفقيد ابن خميس واضحة في مؤلفاته وأدبه وشعره فهو شخصية تذكرنا بالرجال الأوائل الكبار الذين جمعوا من أطراف العلم من أدب ومعرفة وشعر وقصة، حيث ساهم في إثراء الأدب السعودي الرصين والقوي وسيبقى في المكتبة العربية مصدر فخر واعتزاز وقد شاركت في ندوة قبل فترة عن الفقيد، حيث إن تفاصيل حياته الأدبية تؤكد أنه خلف إرثا كبيرا من تلاميذه وأحبابه ومنهم ابنته الأديبة البارزة أميمة الخميس. وقدم الوزير خوجة تعازيه لأسرته وللوسط الثقافي والأدبي في المملكة، مؤكدا أنه سيبقى في ذاكرة الجميع. وكان الفقيد قضى حياته في خدمة الثقافة والأدب وساهم في تأسيس عدد من المؤسسات الإعلامية والثقافية على رأسها تأسيسه لصحيفة الجزيرة والنادي الأدبي في الرياض، وسوف يشيع جثمان الفقيد اليوم الخميس مصحوبا بحب وإكبار أبنائه ورفاق دربه وتلاميذه الذين يدينون له بما قدمه للمعرفة من أعمال جليلة.
ابن خميس .. رجال في رجل واحد خريج دار التوحيد .. إعلامي أسس «الجزيرة» ودافع عن الشعر الشعبي قراءة: طالب بن محفوظ مع اعتزاز الأديب الراحل عبدالله بن خميس بمكتبته الزاخرة، فإنه آثر إهداءها لمكتبة الملك فهد الوطنية دون أبنائه وبناته الذين لا يشك البتة في ثقافتهم وأدبهم ومعرفتهم، ولكنه كان يخاف من ضياعها حين تتوزع فيما بينهم، وحرصا منه على الانتفاع بها على الوجه الذي يريده ويميل إليه ويحبه لأولاده وأمته، موضحا في لقاء صحافي «أريد لهذه المكتبة أن تعيش على وضعها في مكان أمين في مكتبة كمكتبة جامعة أمينة بحول الله، وهو ما أتوسمه بهذه الجهة التي تعني بالكتاب والكلمة والثقافة والأدب»، وأن تكون مكتبته «في ركن واحد من أركان المكتبة العامة، وأن يوقع كل كتاب من كتبي بختمي الشخصي، وأن ينطبق عليها ما ينطبق على مكتبة الجامعة من إعارة وغيرها، وأن تتولى الجامعة صيانتها وحياطتها والمحافظة عليها بالقدر الممكن» (عكاظ 16/7/1413ه). وكان الراحل يعتبر مكتبته (تزيد محتوياتها على سبعة آلاف كتاب) جزءا من حياته، مؤكدا «عشت معها ولها مدة عمري، ومن حين بدأت أفك الحرف وتتفتق اهتماماتي بالقلم والحرف والكتاب، فلقد جمعت لهذه المكتبة وانتقيت لها من الكتب والمؤلفات المفيدة ما يجعلني أهتم بها وأجعلها في غايات اهتمامي وبحثي ومقصدي، إنني متعلق بهذه المكتبة التي بنيتها جزءا جزءا» (عكاظ 16/7/1413ه). وتمتلئ مكتبة ابن خميس بمجاميع نادرة من المراجع وأمهات الكتب العربية والمخطوطات والدوريات القيمة في مجال التراث والأدب، وأوائل المطبوعات السعودية والعربية القديمة المعاصرة، ويغلب على محتوياتها الطابع التاريخي والتراثي في كافة العلوم، والأعمال الأدبية، وكتب في الفقه والتفسير والسنة، وفقه اللغة والشعر العربي والشعبي. أديبا وشاعرا كانت مسيرة الأديب عبدالله بن خميس حافلة، ومع أن ذاكرته شاخت في الأعوام الأخيرة من حياته، إلا أنها ما زالت تحتفظ بالبدايات الجميلة التي خلدتها الكتب الموجودة في المكتبات العربية منذ ذلك التاريخ، فبدأ رحلة التنقيب عن العلم مبكرا، وقرض الشعر منذ صباه، وجند نفسه لخدمة الأدب والثقافة والعلم، وعرف بمواقفه الفكرية دفاعا عن الشعر الشعبي، وامتهن الصحافة منذ تخرجه من دار التوحيد في الطائف. ومع ما يملك من إنتاج أدبي وشعري، فإن ابن خميس لا يزعم أن كل من تفرغ للأدب والبحث استطاع أن يعطي عطاء أو إنتاجا أدبيا، موضحا أن «الإبداع وليد الموهبة الصادقة والإخلاص للأدب والاجتهاد في التحصيل والقراءة المتأنية والعمل المستمر، وهذا يعني أن همة الأديب وطموحه هي التي تجعل منه أديبا منتجا، غير أنني أقول إن تفرغ الأديب للفكر والبحث يعطيه الوقت الكافي للتأمل والكتابة والبحث والتقصي، وهو ما قد تمنعه الأعمال الإدارية وما يصاحبها من روتين» (المجلة 15/1/1404ه). وكانت أول معرفة له بالكتاب وحفظ ما يقرأه والده من الشعر عند العاشرة من عمره، حيث يقول «ككل ناشئ حينما بدأت في القراءة كان والدي على جانب لا بأس به من العلم في الفقه والتوحيد وشيء من اللغة وعلوم الأدب، فكنت آخذ عنه بعض ما كان يقرأه من الشعر، بل كنت غالبا أحفظ الذي يتغنى به، وربما كان حفظا تلقائيا، وليس حفظ تمعن وتبصر وفهم وإدراك، وفي أثناء هذا كنت أتعرف على الكتب التي يقرأها وأخذ بعضها وأعمل على استظهار حروفها، وكان ذلك فاتحة من أنجح الفواتح التي أخذت بها في قراءتي الأولى». ناشرا وصحافيا انطلقت علاقة ابن خميس مع الصحافة حينما بدأ بنشر قصائده في صحيفة المدينة، ثم عمل مراسلا لمجلة اليمامة ومحررا عند طباعتها في مكة، وأصدر أثناء عمله في الأحساء جريدة هجر، عقبها أصدر عام 1379ه مجلة الجزيرة الأدبية الاجتماعية السياسية الشهرية، وظلت تصدر لأربع سنوات، ثم تحولت إلى أسبوعية مع بداية المؤسسات الصحافية، وبقي قائما على إدارتها وتحريرها حتى توقفت عن الصدور عام 1383ه، ليحصل مع زملاء المهنة في نفس العام على امتياز تأسيس مؤسسة الجزيرة الصحفية، وما زال عضوا في إدارتها حتى وفاته. تراثيا ومؤرخا على مدى سنوات طويلة كان عطاؤه الفكري متركزا على التراث، موضحا «التراث هو ماضي الأمة، والأمة التي لا ماضي لها لا حاضر لها، والتي لا حاضر لها لا ماضي لها، والمفروض أن تقرن الأمة بين ماضيها وحاضرها، وأن يأتي الخلف بعد السلف ليوجد اللبنات الجديدة ويضعها في صرح بناء الأمة» (السياسة الكويتية 25/1/1404ه). تلك الأعمال الكبيرة والبارزة للأديب الراحل عبدالله بن خميس جعلت العديد من الهيئات والمنظمات والمجامع أن تمنحه عضويتها، فكان عضوا في المجمع اللغوي في القاهرة، وعضو المجمع العلمي العراقي، نائب رئيس جمعية الدرعية متعددة الأغراض، عضو إدارة مؤسسة الجزيرة للصحافة والنشر، عضو مجلس إدارة المجلة العربية، عضو مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز وعضو مجلس إدارة مجلتها، نائب رئيس اللجنة الشعبية لجمع التبرعات لفلسطين، وعضو جمعية البر الخيرية في الرياض. كاتبا ومؤلفا اعتبر المراقبون والباحثون أن عبدالله بن خميس متنوع الفكر من خلال مؤلفاته المتعددة والكثيرة، منها: شهر في دمشق (1374ه/1955م)، نتائج حرب حزيران العكسية (1387ه/1367م)، المجاز بين اليمامة والحجاز (1390ه/1970م)، الشعر النبطي (1394ه/1974م)، الشوادر .. شعر ثلاثة أجزاء (1394ه/1974م)، من أحاديث السمر .. قصص (1398ه/1978م)، المعجم الجغرافي للمملكة (1398ه/1978م)، بلادنا والزيت (1399ه/1379م)، الدرعية العاصمة الأولى (1402ه/1982م)، الأدب الشعبي في الجزيرة العربية (1402ه/1982م)، من جهاد قلم .. دراسات (1402ه/1982م)، من أهازيج العرب أو شعر العرضة .. جمع وترتيب (1402ه/1982م)، على ربى اليمامة .. شعر (1403ه/1983م)، محاضرات وبحوث (1405ه/1984م)، فواتح الجزيرة .. دراسات (1407ه/1987م)، تاريخ اليمامة .. سبعة أجزاء (1407ه/1987م)، معجم جبال الجزيرة (1410ه/1992م)، رموز الشعر الشعبي تنبع من أصلها الفصيح (1413ه/1992م)، من القائل .. أربعة أجزاء (1404ه /1984م، ومرال الصحراء .. الربع الخالي (1420ه/1999م). أعضاء الشورى ل«عكاظ»: ابن خميس رائد ورحيله خسارة على مستوى الوطن فارس القحطاني الرياض أكد عدد من أعضاء مجلس الشورى على أن وفاة العلامة والأديب الكبير الأستاذ عبدالله بن خميس هي خسارة على صعيد الأدب والثقافة والمؤلفات وعلى صعيد الوطن، هذا الأديب الذي كانت له إسهامات في عالم الأدب والشعر والثقافة في المملكة، والذي يعد من رواد الأدب ومن رموز الحركة الثقافية في المملكة. وقال عضو المجلس الدكتور عبدالله المعطاني: إن وفاة الأستاذ عبدالله بن خميس تعد خسارة كبيرة وغياب رمز من رموز الأدب والحركة الثقافية المهمة في المملكة، مشيرا إلى أن ابن خميس يعد رائد الثقافة والأدب في المملكة خصوصا في بداية الحركة الثقافية والأدبية منذ سنوات خلت، وأضاف أن الفقيد تربطه بوالده علاقة وثيقة وكان والده يروي له في صغره عما يقدمه الفقيد على صعيد الثقافة والمؤلفات والكتب في مجال الشعر والثقافة وكافة أطياف الثقافة السعودية. وأشار إلى أن الفقيد يحفظ عيون الشعر، بالإضافة إلى مؤلفاته الكثيرة والتي تتنوع بتنوع ثقافته رحمه الله وشغفه بالشعر والأدب المؤلفات، كما كان للفقيد دور مهم في الصحافة، إذ كان له لمساته في الصحافة السعودية على طول سنوات مضت. وأكد المعطاني أن غياب ابن خميس عن الساحة الثقافية يعتبر خسارة لعلم بارز من أعلام الثقافة والحركة الثقافية والأدبية في المملكة، مشيرا إلى أن تقام أو تنشأ مؤسسة تحمل اسم الفقيد وأن يتركز عملها على حفظ مؤلفاته وموروثة من الكتب والدواوين الشعرية. الدكتور سعد البازعي قال عن الراحل: إن عبدالله بن خميس رحمه الله من الأسماء الكبيرة التي خدمت التراث الشفاهي في هذه البلاد، وقد أصل لنمط من الباحثين في الثقافة العربية وفي الموروث الشعبي حين أمسك بمشهدنا الثقافي من وجهيه، ومن هذه الوجهة جاءت خدمته لموروثنا الشعبي خدمة رفيعة لأنه ظل يرفد معرفته به بمعرفة ضخمة بتراث العربية الكبير مثبتا ألا خوف على الفصحى من الاهتمام بذلك الموروث فتراثها أكبر وأغزر وأكثر عراقة وانتشارا، وقال البازعي أيضا: إن الراحل عبدالله بن خميس رحمه الله الذي وسيظل علما في مجالات عدة، لكني أردت أن ألفت الانتباه إلى جانب يظلم أحيانا ويساء فهمه كثيرا، وكان أبرز المعتنين به المقتنعين بأن الموروث الشعبي جزء من الشخصية الحضارية لكل أمة وأن العناية به مما يحقق التكامل في تلك الشخصية. من جانبه قال عضو المجلس الدكتور زامل أبو زنادة أن يغيب الموت العلامة الكبير عبدالله بن خميس وهذا قدر الله، فإنه يمثل خسارة كبيرة لعلامة بحجم ابن خميس الذي خلف وراءه بصمات واضحة على صعيد الشعر والأدب والمؤلفات التي تركز على المملكة بشكل عام وعلى مستوى منطقة نجد بشكل خاص، وأن علامة بمثل وزن ابن خميس فقد كرم من القيادة الرشيدة في عدد من المناسبات، تقديرا لإسهاماته في الثقافة والأدب السعودي. وأضاف، كان ابن خميس يعتبر قيادة ثقافية وفكرية يشار إليها بالبنان ويتداول جميع مؤلفاته بين المثقفين المعاصرين والذي ينهلون من مؤلفاته الغنية بالمعلومات المفيدة عن تاريخ المملكة ونجد، مضيفا أن ينفع الله بما ترك من مؤلفات وكتب وبصمات واضحة على أطياف الثقافة الناس والمثقفين والأدباء من بعده. مشيرا إلى أن الأندية الأدبية والجهات المعنية بالثقافة سوف يقوم بدورها في رصد متابعة ميراث ابن خميس وسوف تعمل على حفظه والعمل على تأكيد بقاء ميراثه للأجيال القادمة. وبين أبو زنادة أن بلادنا كما عودتنا فإنها لا تنسى رموزها من المبدعين والرواد وهذا أمر غير مستغرب من ولاة الأمر في تكريس وذكر مناقب علامة بوزن الراحل ابن خميس. وقال عضو الشورى الدكتور حاتم الشريف: إن رحيل العلامة والأديب الأستاذ عبدالله بن خميس يعد غياب رمز من رموز الحركة الثقافية والأدبية على مستوى المملكة وغياب رائد من رواد الحراك الثقافي في المملكة والذي أضفى الكثير من المؤلفات والكتب في بحار الثقافة والأدب السعودي. وأضاف أن الراحل ابن خميس كان له مشاركات في الشعر العربي الأصيل والشعر الشعبي، ومن مشاركاته التي تعد من أهمها تحديد المواضع والذي تمثل في كتابه «أودية نجد» ذلك المؤلف الذي يحدد أودية منطقة نجد بكل دقة وتاريخ المنطقة وأخبارها في الماضي والحاضر. وأشار الشريف أن ما تركه ابن خميس خلفه سوف يعد أفضل محرك لمثقفي المملكة على صعيد الأدب والتأليف والكتابة ورصد الملاحظات وتدوينها، كما أن ميراث ابن خميس سوف يسهم بشكل كبير في دفع عجلة الثقافة في المملكة إلى الأمام بعد رحيله رحمه الله.
حفيده تحدث عن حب الناس له ونجله عبدالعزيز ل «عكاظ»: حالة والدي كانت تستقر وتنتكس آخر 7 أشهر من حياته أحمد الحذيفي الرياض بنبرات الحزن على رحيل الأديب العلامة عبدالله بن خميس قال الابن الأكبر عبدالعزيز في حديث مع «عكاظ» عقب وفاة والده أمس، إن الوالد رحمه الله عانى في السبعة الأشهر الأخيرة من حياته التي قضاها في المستسفى فكانت حالته تتحسن وفجأة تنتكس، وأضاف الوالد رحمه الله غني عن التعريف ومن الصعب تعديد مآثره في أسطر ولانقول إلا رحمه الله رحمة واسعة. حفيد الفقيد ماجد عبدالعزيز عبدالله بن خميس سأل الله الرحمة للفقيد، وقال ل «عكاظ» إن جده رحمه الله كان محبوبا من الجميع، حيث كان الناس يزورونه في المستشفى أفواجا من الأصدقاء والعائلة. وأضاف أن كل فرد من أسرته استفاد ونهل من معارفه ورصيده الثقافي والأدبي.
المثقفات: ابن خميس لن يرحل عن التاريخ الثقافي مريم الصغير الرياض عبرت الشاعرة ميرفت بخاري عن مدى ألمها لفقد الأديب الكبير عبدالله بن خميس، وقالت فقد الأدب عالما ومرجعا وأديبا جليلا شاعر الفصحى والنبط أثرى العالم العربي بموروث أدبي يفخر به الوطن.. رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.. إنا لله وإنا إليه راجعون. وتحدثت الأديبة والكاتبة فاطمة فيصل العتيبي عن الأديب الراحل قائلة رحل ابن خميس لكنه لن يرحل أبدا عن التاريخ الثقافي السعودي فلابن خميس فتحان مهمان، أولهما التنوير الإعلامي بتأسيسه لصحيفة الجزيرة وإيمانه بالكلمة تأثيرها واتصافها بالشفافية. وثانيها اهتمامه الكبير بالثقافة الشفاهية للصحراء عبر اهتمامه بتوثيق الشعر الشعبي وهو بذلك سباق إلى الاحتفاء بما تهتم به المنظمات الثقافية العالمية في وقتنا الحاضر، حيث تعتبر المحافظة على الثقافة والموروث الخاص دلالة وعي وتنوير غير مسبوق يحسب لابن خميس. كما قالت الأستاذة هداية درويش رئيسة تحرير جريدة كل الوطن الإلكترونية، رحم الله الشيخ عبدالله بن خميس الرجل الذي منح المكتبة العربية ثراء انعكس على كم الكتب في الأدب والشعر والنقد، وترك رحمه الله بصمة واضحة في مجال الصحافة وتدوين التراث، وترك نفس الأثر في المجال العلمي والإداري حين تولى رحمه الله مديرا لمعهد الأحساء عام 1953م، وفي القضاء والمواصلات أعطى الكثير من خبرته والتي لا تزال إلى اليوم علامة بارزة في تلك القطاعات، فقد كان صاحب رؤى وقدرة على قراءة المستقبل ومتطلباته من آليات العمل. قد يكون من الصعب اختزال سيرة ومسيرة رجل بقيمة وقامة الشيخ عبدالله بن خميس في أسطر معدودة، ولكن أملنا كبير في كتاب السير في بلادنا أن يعكفوا على تدوين سيرته وتبيان حجم ثرائها لتكون حاضرة بين يدي الأجيال. رحم الله الأديب والكاتب والمؤرخ والمبدع ومؤسس الصحافة ثم الأب والإنسان.. أسال الله أن يلهمنا وذويه الصبر والسلوان. أسس نادي الرياض الأدبي أوقف 7741 كتاباً لصالح المكتبة الوطنية أحمد الحذيفي الرياض أضاء الراحل عبدالله بن خميس رحمه الله العديد من الجوانب الثقافية في المملكة ومنها تأسيس النادي الأدبي بالرياض ووقفه مكتبته الخاصة على مكتبة الملك فهد الوطنية. وعن هذا الجانب قال الدكتور محمد بن سعد السالم رئيس مجلس أمناء مكتبة الملك فهد الوطنية، الشيخ عبدالله بن خميس رحمه الله كان الداعم الأكبر للمكتبة الوطنية عندما أوقف رحمه الله مكتبته العامرة عليها، وهي مكتبة زاخرة بالمراجع والنوادر التي جمعها وجلبها من كل مكان، فكانت درة في جبين المكتبة الوطنية، ويبلغ عدد كتبها 7741 كتابا من نوادر الكتب، وقد اعتنت المكتبة بها، فخصصت لها مكانا مناسبا وأعدت لها فهرسا مفصلا. ومكتبة الملك فهد الوطنية تبادله حبا بحب وتقديرا بتقدير، فقد نشرت رسالة الماجستير التي أعدتها الباحثة هيا السمهري بعنوان: (ابن خميس ناثرا) وتقع في (618) صفحة، وتم نشرها عام 1427ه، كما أن المكتبة تقدم لكم اليوم، وبهذه المناسبة كتاب: (عبدالله ابن خميس: ببليوجرافيا بآثاره وما كتب عنه) وكل ذلك لا يفي بحقه ولا يكافئ عظيم جهده وبذله وعطائه. وقال الأديب عبدالله الماجد عن ريادة الشيخ ابن خميس رحمه الله الثقافية، وأشار إلى أن فكرة تأسيس النادي الأدبي بالرياض يعود إلى اجتماع عقد بمنزل الشيخ ابن خميس عام 1975م، وكان أول رئيس للنادي.