منذ أيام قلائل فقد الوسط الصحفي والثقافي والأدبي أحد رواد الصحافة والادب الاديب الشاعر الناثر والمؤرخ المهتم بمواضع ومعالم الجزيرة العربية واصول وجماليات اللغة العربية وبالاصالة الادبية والفكرية وهو الشيخ الكبير وصاحب الفكر المستنير عبد الله بن محمد بن خميس مؤسسس صحيفة الجزيرة اليومية إحدى صحف المملكة المتميزة في الشكل والمضمون. وقد كان الشيخان حمد الجاسر وعبد الله بن خيمس أول من فكر وأسس للصحافة في المنطقة الوسطى من المملكة حيث اصدر الشيخ حمد الجاسر مجلة "اليمامة" عام 1372ه كمجلة شهرية ثم حولها الى صحيفة اسبوعية وبعد تحويل الصحف الى مؤسسات تحولت "اليمامة" إلى مجلة اسبوعية مصورة. أما الشيخ عبد الله بن خميس فقد كان عمله الرائد يتمثل بإصدار مجلة "الجزيرة" الشهرية عام 1379ه التي تحولت في عهد المؤسسات الصحفية الى صحيفة يومية تعنى بشؤون الحياة والثقافة والفكر والمجتمع. وحين اصدر الشيخ عبدالله بن خميس مجلة الجزيرة الشهرية كنت في مرحلة الشباب وكانت هوايتي ومتعتي القراءة والكتابة الادبية في حدود مستوى ثقافتي وما بلغته من النضج الفكري، وبحماس وتطلعات الشباب أخذت ابعث بعض مقالاتي لمجلة "الجزيرة" في نشوة ابتهاجنا بمولدها وكنت اشعر أن مقالاتي لاترقى الى مستوى ما كتبه او يكتبه الادباء المرموقون والكتاب المتميزون الذين جد جدهم في دعم المجلة بعطاءاتهم الادبية والفكرية. ولكن الشيخ عبد الله بن خميس رحمه الله لم يخذلني لأنه كان من الرواد الذين جعلوا من أهدافهم تشجيع وصقل مواهب الشباب الادبية. ولذلك اتاح لهم رحمه الله فرصة المساهمة بجهد المقل في اعداد السنة الاولى من مجلة "الجزيرة" الشهرية . وكان ذلك التشجيع من رائد من رواد الصحافة والادب حافزا معنويا لمواصلتي الكتابة والتبعير عن مشاعري وما يخطر لي من آراء وأفكار. لقد كانت جريدة "البلاد السعودية" حين كانت تصدر في مكةالمكرمة مابين عامي 1365ه -1375 ملتقى نخبة الادباء والمفكرين، وكان الشيخ عبد الله بن خميس من ضمن كتاب "البلاد السعودية" النشطين بحكم إقامته في مكةالمكرمة خلال دراسته في كلية الشريعة وكنت من المتابعين المعجبين بما يكتبه من مقالات شائقة ورصينة تتسم بالعمق ونبل القصد وسمو الهدف. وقد أثرى الشيخ عبد الله بن خميس - رحمه الله - المكتبة العربية بالعديد من الكتب الادبية والتاريخية ومعالم البلدان في الجزيرة العربية، وأول مكتاب اقتنيته له حين صدوره هو كتاب "شهر في دمشق"، وتلاه العديد من مؤلفاته التي تعكس مدى عمق معرفته وسعة اطلاعه على اوضاع ومعالم الجزيرة قديماً وحديثاً. ومن مؤلفاته كتابه الذي اعتمد فيه على المراجع والتنقل للمشاهدة الشخصية على المواضع والمدن والقرى ودون كل ماعرفه وشاهده شخصياً في كتابه " المجاز بين اليمامة والحجاز" وفي السنوات الأخيرة كنت أبحث عن معلومات أود معرفتها عن موقع "سوق عكاظ" فوجدت في كتاب" المجاز بين اليمامة والحجاز" ماهو الارجح فيما يثار بين حين وآخر من اختلاف في تحديد موقع سوق عكاظ. وقد كان الشيخ عبد الله بن خميس رحمه الله يتحرى الدقة والموضوعية في ابحاثه التاريخية والجغرافية. ومن مؤلفاته رحمه الله كتاب "من جهاد قلم " ومضامينه فيما كان له من ومواقف في ساحة النقد الادبي. لقد كان الفقيد الشيخ عبد الله بن خميس مجاهداً بحق في الفكر والقلم عن العقيدة ، ولغة القرآن ، والقيم الادبية والاجتماعية. رحمه الله واثابه على مابذله في خدمة الدين والوطن. والله ولي الصالحين..