يعدّ حي الجبس الذي يقع جنوب العاصمة الرياض من أقدم أحياء العاصمة، ويقطنه العديد من الأسر الفقيرة والأرامل والأيتام والمساكين والمتقاعدين، ويعاني العشوائية والإهمال، حيث نجد منازله متناثرة دون تخطيط عمراني يشابه الأحياء القريبة منه، وشوارعه مهملة دون أرصفة، وتكثر فيها الحفر والمستنقعات ومياه الصرف الصحي، ويفتقد حي الجبس للعديد من الخدمات الأساسية كالمراكز الصحية والمدارس الثانوية والمراكز التجارية. ويقول المعلم في إحدى حلقات تحفيظ القرآن الكريم في الحي محمد بن أحمد الزهراني (يعيش في الحي منذ عشرين سنة) “إن الحي لا يوجد به مركز صحي سواء كان حكومياً أو خاصاً، ونحن نعيش في معاناة يومية، وذلك نتيجة وضع الحي وظروفه، فحي الجبس ينقصه الكثير من الخدمات أسوة بالأحياء المجاورة لنا، فهو يفتقد لوجود مركز صحي لأهل الحي، فنحن وأبناؤنا نضطر للذهاب إلى الأحياء القريبة منّا للعلاج، وخاطبنا وزارة الصحة قبل سبع سنوات في ذلك وقامت الوزارة بإرسال لجنة لاختيار موقع مناسب للمركز الصحي، وبالفعل تم تحديد موقع واختيار أرض ذات موقع مناسب لإنشاء المركز عليها، ولا نعلم ما هو سبب كل هذا التأخير”. مدارس ثانوية وأضاف الزهراني “توجد في الحي أربع مدارس، مدرستان ابتدائيتان بنين وبنات، ومدرستان متوسطتان بنين وبنات، وجميعها مبانٍ مستأجرة، وبسبب عدم توفر مبانٍ أخرى مناسبة في الحي فإنه لا توجد مدارس ثانوية رغم موافقة وزارة التربية والتعليم على منح الحي رخصة مدرسة ثانوية للبنين وأخرى للبنات، ولكن العائق الوحيد الذي واجهنا هو عدم توفر مبنى مناسب للمدرستين ليتم استئجارهما من قِبل وزارة التربية والتعليم وتحويلهما لمدرستين واحدة للبنين وأخرى للبنات، فأبناؤنا يواجهون معاناة قاسية كل صباح للذهاب لمسافات بعيدة لمتابعة دراستهم الثانوية في أحياء أخرى”. الإنارة والصرف الصحي وأكمل الزهراني قائلاً “يعاني الحي من ضعف الكهرباء والانقطاعات المستمرة، وأما إنارة الشوارع فهي غير مكتملة، بل إن العديد من الشوارع دون إنارة، والكثير منها لا يعمل، كما أن الصرف الصحي لم يتم إيصاله للمنازل ونعتمد على الوايتات التي تأتي بتكلفة عالية رغم اعتماد مشروع الصرف منذ سنوات، إلا أن العمل بطيء جداً ولم يُنجز منه إلا شارع واحد فقط، كما يعاني سكان الحي من الأمراض التنفسية بسبب وجوده بين عدد من المصانع مثل مصنع الإسمنت والحجر ومصنع الحديد، وغيرها التي تنفث الغبار والأتربة والدخان والكربون، إضافة إلى بعض التفجيرات الروتينية التي تقوم بها بعض المصانع، التي تحدث بشكل يومي من الساعة العاشرة إلى الحادية عشرة صباحاً، حيث أثر ذلك على أبناء الحي وعلى منازلهم وعلى شوارع الحي كذلك، فالعديد من المنازل تصدّعت وعلى وشك الانهيار بسبب التفجيرات”. مركز للشرطة وقامت “الشرق” بجولة في الحي، لاحظنا عدم توفر مركز شرطة لحماية الحي الذي يقطنه العديد من العمّال، وهم يسكنون بين منازل العوائل، ولا مركز للدفاع مدني. وتم إرسال فاكس للعلاقات العامة بأمانة الرياض قبل شهرين من الآن ولم يتم الرد عليه حتى الآن.