عبر ممر ضيق بين المستودعات دلفنا الى حي المناخ القابع خلف مصانع الأسمنت على طريق الخرج، والذي يقطنه أكثر من ألف و500 نسمة، دخان المصانع ترك بصمات واضحة على جدران البيوت التي بعضها آيل للسقوط، وأكوام الأنقاض تحيط بالمنازل من كل جانب في الحي المشابه للقرى النائية، فليس هناك ما يشير إلى أنه من أحياء العاصمة. غالبية الأهالي الذين التقيناهم خلال جولتنا يستغربون تبعية حيهم لبلدية السلي الواقعة على بعد حوالي 35 كم، ويطالبون بضمه لنطاق بلدية العزيزية القريبة من الحي بمسافة تقل عن كيلو متر واحد، ويشتكون من عدم وجود مركز صحي، كثرة السرقات وضعف الخدمات الأساسية، مشيرين إلى أنهم يعانون من تردي النظافة، الإنارة والسفلتة. ومن وجود منازل مهجورة بجوار مدرسة البنات الابتدائية الوحيدة والمدرستين الابتدائية والمتوسطة للبنين. وتقول منيرة القحطاني: إن الدخان الذي تنفثه مصانع الأسمنت والجبس المجاورة للحي تحول اخضرار الأشجار إلى لون رمادي، وينعكس بشكل سلبي على الصحة العامة، حيث أصبحت أمراض الربو ملازمة لعدد كبير من السكان، ولأن فرق النظافة لا تأتي إلا كل ثلاثة أو أربعة أيام فإن مشهد أكوام الأنقاض في كل موقع بات أمرا عاديا لا يثير استغراب أحد. أما أم عبد الرحمن فتشتكي من الشاحنات التي تضايق سيارات الموظفين على الطريق ولا تتقيد بالأوقات المحددة لحركتها، ويضطر توقفها عند مداخل الحي السكان في كثير من الأحيان إلى الدوران حوله لكي يجدوا طريقا للوصول إلى منازلهم. ويوافقهما عضو المجلس البلدي للرياض الدكتور مسفر البواردي، مشيرا إلى أن المجلس سيخاطب الجهات المعنية لتوفير الخدمات لحي المناخ في أقرب وقت ممكن، ولن يدخر وسعا في سبيل حل كافة المشاكل التي يعاني منها سكان الحي الذي يتشرف بحمل اسم أطلقه عليه مؤسس المملكة الملك عبد العزيز. ومن جهته يشير رئيس بلدية السلي المهندس عبد الله الربيعان إلى أن أمانة منطقة الرياض تدرس حاليا تطوير حي المناخ، وتعمل لوقف التعديات على الشوارع شبه اليومية، وإزالة العوائق أمام السفلتة.