الحياة مثل الغيوم، ممتلئة بالفرح والحزن، والضحك والبكاء، ولكنني لم أعتقد في يوم من الأيام أن تمر بي غيمة الحزن والبكاء، وأفقد أعز إنسان على قلبي. فجعت في صباح ذلك اليوم، بوفاة والدي، الهامة الشامخة، الذي لم أظن في يوم من الأيام أن أعيش بدونه! رحلت يا والدي وحرمتني من نظرتك الحنونة، ولمستك الحانية. من بعدك يمسح دمعتي؟ ويجبر خاطري؟ ويفرح لفرحي؟ ويحزن لحزني؟ رحيلك أيها الغالي كسر قلبي، وهزّ وجداني، وجعل الحياة بدونك كالعلقم، فلم أحس بذلك الطعم الحلو للحياة، الذي كنت أحسه بجوارك. رحلت يا والدي عن هذه الحياة، ولكنك لم ترحل عن قلبي، فرحيلك عن قلبي يعني رحيلي عن الحياة. ولو كتبت بمداد البحر فيك، لما أوفيتك حقك، يداي تعجزان عن التعبير، عن الألم الذي أعانيه بفقدك. تركتني كسيرة، وحيدة، وجعلت جسدي وكأنه بلا روح! قلبي لن ينساك وذكراك ستبقى خالدة. رحلت يا والدي ورحل معك أجمل ما عشته من لحظات، وأتمنى من الله أن يرحمك رحمة واسعة، وأن يجعل جنة الخلد مثواك، وأن يلهمني الصبر والسلوان. «إنه سميع عليم».