بعد مقالته الأخيرة في «الشرق»، قبل أمس، هل نتوقع أن تُنشر صور الشيخ عائض القرني بالعقال؟ وهل نشاهده على التلفزيون وقد لبس العقال رسمياً؟ لطالما تساءلت – مثلما تساءل الشيخ عائض – عن أسباب تمييز «مطاوعتنا» لأنفسهم بعدم لبس العقال. ولم أسمع قط أن أياً من «شيوخ العلم» في بلاد الخليج العربي قد أفتى – أو ألمح – بحرمة لبس العقال. غير أني بعد قراءة مقال أخي العزيز الدكتور عائض القرني، «فصل المقال في حكم لبس العقال»، تذكرت أن بعضنا يجاري أحياناً فكرة سائدة وإن لم يقتنع تماماً بوجاهتها وذلك خوفاً من ردة فعل تفقده «جماهيريته» خصوصاً بين الشباب المتحمس. لكن لبس العقال أو عدم لبسه – كما كتب الشيخ عائض – تبقى من المسائل «الشكلية» التي يفترض ألا نتوقف عندها كثيراً. ومع ذلك فإن ثمة سؤالا لابد من طرحه: إن كان بعض «مشايخنا» الكرام مضطرين لمجاراة الصورة النمطية السائدة التي لا يلبس فيها «المطوع» عقالاً فماذا نقول عن القضايا الاجتماعية الشائكة التي قد يُجارى فيها السائد والتقليدي؟ كثير من قضايانا الاجتماعية والفكرية تحتاج إلى مبادرات جريئة من دعاة أفاضل لهم تأثيرهم الكبير على الشباب وعلى قطاعات واسعة من أبناء المجتمع. وهنا التحدي. إننا نظلم أنفسنا – كمجتمع – حينما نختزل الإنسان من حولنا في الصورة النمطية التي تشكلت حول شكله ولبسه ومظهره. وإننا – كما كتب الشيخ عائض – نهدر الوقت الثمين في جدال حول قضايا لابد أن يثبت الوقت أنها هامشية وشكلية. بل انشغل بعضنا بقراءة وتحليل نوايا الآخرين – خصوصاً ممن يظن أنهم يختلفون معه فكرياً – وذلك على حساب الجهد المفترض أن يُعطى لقضايا التنمية وتحديات الراهن وآفاق المستقبل. لا يهم أن تلبس العقال أو لا تلبسه بقدر أهمية ما تنتجه يومياً وكيف تفكر وتتعامل مع الناس والتحديات من حولك. طريقنا طويلة!