يستغل اللصوص فرصة غياب الأسر في مواسم الإجازات المدرسية بسبب السفر، لتنفيذ سرقاتهم، فتكون ضريبة الترويح عن النفس فقدان الأموال، والمجوهرات والحلي الذهبية، وربما الأسوأ من ذلك، فسرقة صور تحمل أجمل الذكريات – بحسب البعض – لا تقدر بثمن ولا يمكن تعويضها، والأخطر من ذلك حين تكون الصور أومقاطع الفيديو لنساء مستورات، تظهرهن دون حجاب وبأبهى حلة، يتم استغلالها وتداولها وتحميلها على شبكة الأنترنت. ويروي المواطنون في مجالسهم العديد من قصص وروايات السرقات وما بعدها منها أن أحدهم طلق زوجته بعد علمه بسرقة شريط فيديو يظهرها وهي ترقص بملابس كاشفة، وتعرض فتيات للاغتصاب أو للتحرش من اللصوص. وأرجع عدد من المختصين التقت بهم «الشرق» أسباب زيادة عمليات السرقات إلى « السذاجة» و قلة الخبرة، و غياب الحس الأمني، وإهمال المنازل، ووالوثوق بالخادمة أو السائق. وأظهر استطلاع رأي أجرته «الشرق» على عينة عشوائية أغلبها من زوار واجهة الدمام البحرية، أن 97% ليس لديهم جهاز إنذار، رغم أن 99% أكدوا أنه مهم، وبين 64% أن لا أحد من معارفهم لديه جهاز. كما أظهرت آخر إحصاءات مركز البحوث والدراسات في جامعة الأمير نايف الأمنية أن سرقات المنازل بلغت (5776) حادثة تمثل نسبة 15% من حوادث السرقات ونسبة 7.23% من إجمالي الحوادث الجنائية، في حين بلغت مجموع حالات السرقة باختلاف أنواعها في المملكة 37085 حالة. سرقة سبعين ألفا صدمت ( ليلى العوازم) بعد عودتها وأسرتها من السفر خلال عطلة الصيف، بسرقة ما قيمته سبعون ألفا ما بين أجهزة إلكترونية وأثاث، ولم يستثن من ذلك حتى المجوهرات التي أخفتها أمها في قعر برميل الأرز والذي وجد مقلوبا والأرز في كل مكان، وقالت» صدمتنا كانت كبيرة حولت الإجازة السعيدة إلى كابوس حقيقي، ففقدت كل المعلومات المهمة التي كنت أحتفظ بها على حاسوبي، كالبحوث التي أنجزتها لمرحلة الماجستير و تحتوي معلومات مهمة، لا تعوض بالنسبة لي، وفقدت والدتي كل ذهبها ومجوهراتها ما جعلها تدخل في نوبة غضب وعصبية استمرت أياما، كما فقد إخوتي الصغار أجهزتهم الإلكترونية، وفقدنا أوراقا رسمية مهمة.» وأضافت «لا أحد يستطيع الإحساس بما يشعر به من تعرض منزله للسرقة، إلا من جرب ذلك، فأجهزة الكومبيوتر والكاميرات التي تحمل كل ملفاتنا وإنجازاتنا، وصورنا التي لا يمكن تعويضها، هي خسارة تفوق القيمة المادية للمسروقات بكثير». محاولة اغتصاب وتحكي (منى، ع) حادثة تعرض ابنة جيرانهم لمحاولة اغتصاب أثناء سرقة منزلهم بعد خروج أفراد الأسرة وبقائها في المنزل للاستذكار، تقول «كانت الساعة الحادية عشرة مساء، عندما سمعت صوت صراخ من منزل جيراننا، فذهبت مع زوجي وأخي- الذي كان يزورنا- لتفقد الوضع، و كان ما رأيناه رهيبا.. اثنان من اللصوص كانا يمسكان بابنة الجيران محاولين تجريدها من ملابسها، و كانت تصرخ و تقاوم، وما أن رأيانا قادمين حتى فرا هاربين، ولم نتمكن من إمساكهم، مضيفة أن جيرانهم لم يبلغوا الشرطة خوفا على سمعة ابنتهم، كما طلبوا منا أن لا نخبر أحدا بما حدث، و في حادثة أخرى تذكر أن إحدى معارفها طلقها زوجها بعد أن سرق منزلهم، وأخرى طلقها زوجها بعد سرقة CD مصور عليه زواج أختها و تظهر فيه وهي ترقص. كسر النافذة وتقول شمس «سرقت شقتي ثلاث مرات، في المرة الأولى كنت نائمة في غرفتي ودخل اللصوص حوالي الساعة العاشرة صباحا تقريبا بينما كان زوجي في العمل، واستيقظت على أصوات دخولهم الغرفة بعد كسر النافذة، وكانوا يرتدون ملابس سوداء و يغطون وجوههم بجوارب شفافة، فغطيت نفسي وكنت مرعوبة، و لأني كنت نائمة على الأرض حينها لم ينتبهوا لي في البداية، وسمعت أحدهم يقول للآخر «شيل شيل «بعدها انتبه أحدهم لوجودي، فخرجوا سريعا بعد سرقة 5000 آلاف كانت موجودة بجوار المرآة وذهب تقدر قيمته في ذلك الوقت بسبعة آلاف ريال». خلو المنزل و ذكر المواطن أبو محمد صادق «إن اللصوص يتبعون العديد من الطرق للتأكد من خلو المنزل لسرقته خاصة في حال سفر أصحابه، فقد ينقلون حاوية النفايات أمام المنزل رأسا على عقب و يضعونها مقابل المدخل، فإذا لم يتغير وضعها، كان مؤشرا لخلو المنزل، أو تكرار الضغط على جرس الباب والاختفاء، بانتظار الرد، أو يراقبون جرائد المبوبة التي توزع يوم الخميس، و تبقى على الباب، أو بالمراقبة اللصيقة». ليلة زفاف وقضى أحمد الفردان ليلة زفافه في مركز الشرطة بدلا من غرفة النوم بعد أن صعق وعروسه لدى دخولهما عش الزوجية بسرقة كل شيء فيه حتى الأثاث، والأجهزة الكهربائية التي قدمت له أغلبها كهدايا، فأعاد زوجته لمنزل أهلها و توجه لمركز الشرطة للإبلاغ عن الحادثة، يقول» بدل أن أقضي الليلة مع عروسي، قضيتها مع الشرطة وهم يرفعون البصمات» مبينا أن الجاني لم يعثر عليه بعد. لص بحريني و اكتشفت المعلمة ضحى أحمد سرقة منزلها بعد عودتها وبناتها من المدرسة، لتجد كل شيء في المنزل مبعثرا وباب المطبخ مكسورا، وسرقة عدد من الجوالات والأجهزة الإلكترونية، وسرقة كاميرا فيديو فيها تصوير لحفل خطوبة أختها» مبينة أن أحد الجيران أبلغهم برؤيته لأربعة شبان يدخلون المنزل و تعرف على اثنين منهم، فتم إبلاغ الشرطة وقبض على ثلاثة منهم أما الرابع فلم يتمكنوا من العثور عليه، وعلموا لاحقا أنه بحريني من أم سعودية، وتضيف « تمكنا من استعادة كاميرا الفيديو فقط «، في حين لم يسعف الحظ «سعاد ناصر» استعادة صور ابنتها، ذاكرة أنها فقدت بذلك ذكريات لا تقدر بثمن. جهاز إنذار و نوه صاحب إحدى محلات بيع أجهزة الإنذار جواد آل سماعيل إلى ضرورة اهتمام الأسر بتركيب أجهزة الإنذار قبل اهتمامها بشراء الكماليات غالية الثمن، قد تفقد بالكامل إذا لم نوفر الأمان للمنزل، مبينا وجود أجهزة إنذار متنوعة ومختلفة تتراوح أسعارها بين أربعة آلاف و 25 ألفا بحسب مساحة المنزل، وأن تركيب جهاز الإنذار في المنزل تحت الإنشاء أفضل من تركيبه بعد ذلك، لتوصيله بالأسلاك، وأوضح أن بعض الأجهزة التي تعمل باللمس تظهر خريطة المنزل، و يمكن معرفة المنفذ الذي دخل منه اللص، كما يمكن ربط كاميرات المراقبة، بجهاز الجوال لصاحب المنزل وبذلك يستطيع مراقبة المنزل من أي مكان في العالم. دوافع السرقة وبين الاستشاري في مجمع الأمل للصحة النفسية الدكتور محمد شعبان أن بعض الأطفال يلجأون إلى سرقة الألعاب أو الأدوات المكتبية مبيناً أن ذلك لا يشكل سلوكا شاذا إلا إذا كرره الطفل، فذلك يتطلب دراسة وافية لبيان الدوافع والعوامل التي أدت لقيامه بسلوك قد يكون نواة لسلوك مشابه في الكبر. وأضاف «لا يمكن اعتبار كل من يسرق شيئا أنه سرقة بالمعنى الحرفي فلكل حالة دوافعها والأسباب التي تؤدي للقيام بها مثل السرقة كعرض من أعراض حالات الاكتئاب النفسي التي تدفع الشخص للسرقة دون أن يكون السبب الحاجة أو إثبات الذات وغالبا ما يكون هذا السلوك العارض الوحيد الظاهر في هذه الحالات المرضية ويقوم الشخص عادة بإعادة ما سرقه بعد أن تنتابه حالة من الندم والإحساس بالذنب وهنالك حالات نفسية وعقلية وحتى عضوية أيضا تكون هي المحرك لقيام الشخص بالسرقة مثل التخلف العقلي أو الفصام العقلي أو الاضطراب الوجداني أو اضطراب الشخصية أو الإدمان على المخدرات وقد يقدم الشخص المصاب بالخرف على السرقة دون وعي وإدراك وتمييز، ولا يمكن اعتبار السرقة جريمة دون الرجوع إلى كل العوامل الممكنة والمحتملة. زيادة الدوريات وقال الناطق الإعلامي في شرطة المدينةالمنورة العقيد فهد الغنام أنه لا توجد زيادة في سرقات المنازل، وأنهم اتخذوا خططا احترازية وإجراءات وقائية، و ذلك بزيادة الدوريات النظامية و الدوريات السرية ما بين 40-50%، مشدداً على ضرورة حرص المواطنين والمقيمين على ممتلكاتهم الشخصية، و تفعيل دور الجيران، لافتا إلى أنه لا يستطيع تأكيد أو نفي أن يكون غالبية اللصوص من العاطلين عن العمل، لأن ذلك تختص به الدراسات النفسية و الاجتماعية. سرقات بالصدفة و أوضح الناطق الإعلامي في شرطة جدة العقيد مسفر الجعيدي عدم وجود مؤشرات تدل زيادة سرقات المنازل في الإجازات، وأنه لا زيادة لعدد الدوريات النظامية أوالسرية فيها، مبيناً أن غالبية اللصوص هم من المحيطين بالشخص المستهدف بالسرقة كالخادمة والسائق وحارس العمارة، وأن ليست كل السرقات يتم التخطيط لها فبعضها وليدة الصدفة كما لا يشكل أرباب السوابق الغالبية فيها، لافتا إلى أن المسؤولية الكبرى تقع على صاحب المنزل، بعدم وضع المبالغ المالية كبيرة، والذهب والمجوهرات في المنزل أو في السيارة. قصة طريفة و ذكرالجعيدي قصة طريفة سلم فيها صاحب المنزل المفاتيح للصوص لسرقة منزله، قائلاً» وردنا بلاغ من أحد المواطنين بتعرض منزله للسرقة ولدى سؤاله عن تفاصيل الحادثة، ذكر أنه كان خارجا مع أسرته من منزله عندما لمح رجالا يقومون بإنزال مكيفات منزل جاره، فسألهم عن السبب، ليجيبوا أنهم عمال صيانة مكيفات، فما كان منه إلا أن أعطاهم مفاتيح منزله طالبا منهم تنزيل مكيفاته وصيانتها أيضا، وبعد عودته للمنزل فوجئ بسرقة منزله بالكامل» منبها المواطنين لضرورة التحقق من هوية أي عمال يدخلون المنزل و أخذ رقم لوحة السيارة ومعرفة اسم المحل وموقعه. لافتا إلى انحسار دور الجيران في حماية بعضهم البعض، فلا يعرفون أهل جيرانهم وأصحابهم، وبالتالي فلا يبلغون عن أي شخص يشتبه في غرابة وجوده في الحي. سلوك بشري وأشار الناطق الإعلامي بشرطة الشرقية المقدم زياد الرقيطي إلى أن السرقة من القضايا الجنائية التي تقع بشكل متكرر لافتا إلى عدم إمكانية منعها بشكل نهائي، وقال «السرقة سلوك بشري لدى ضعاف النفوس لا يقومه الجهاز الأمني بل هو مسؤولية الأسرة والمجتمع ومؤسساته المتعددة.» مبينا أن اللصوص يسرقون النقود والأشياء الثمينة كالمجوهرات والمصوغات الذهبية، والأجهزة والمعدات غالية الثمن وسهلة الحمل، و يميلون لسرقة الأشياء التي يصعب التعرف عليها مستقبلا، مشيراً إلى تعدد أساليب وطرق السرقة. رصد إحصائي و بين المقدم الرقيطي حرص شرطة المنطقة الشرقية بالوجود والانتشار الدوري و توزيع دوريات الأمن بحسب أماكن تمركز السرقات، مع التركيز على الأحياء التي تستورد الجريمة والأحياء المصدرة لها بعد الاطلاع على نتائج التحليل الجنائي الذي يقوم به الرصد الإحصائي بالشرطة، والاهتمام بتوعية المجتمع بإلقاء وإقامة المحاضرات والندوات والمعارض الأمنية والاستفادة من موقع الشرطة الإلكتروني ووسائل الإعلام لتوجيه النصائح للمواطنين والمقيمين بكيفية حماية منازلهم في حال الغياب عنها. تقنيات الحماية ولفت الرقيطي إلى ضرورة الاستفادة من تقنيات الحماية الأمنية وأنظمة الإنذار التي يتم ربطها بالجوال لتلقي الإنذار، عند دخول أحد المنزل أوالمحل من خلال شريط صوتي مسجل و تمرير الإنذار لغرفة العمليات الرئيسة بالشرطة مع معلومات المنزل لتتعامل معه أقرب دورية للموقع، ما يسهم في سرعة الوصول إليه وضبط الجناة والحؤول دون قيامهم بالسرقة. مشيراً إلى تجنب معظم اللصوص المنازل التي تستخدم هذا النوع من الإنذار سيما وأن الجهاز يتم تركيبه بشكل واضح في مقدمة المنزل، ويصدر صوتا قويا لدى اختراق أحد السور أوالمدخل، وبعض أنظمة الإنذار تنير المنزل مباشرة في حال الاختراق كما يمكن الاستعانة بالكاميرات. خلع وإقتحام