مع بدء إجازة الصيف وارتفاع درجات الحرارة تخلو كثير من المنازل من قاطنيها هرباً من درجات الحرارة المرتفعة، والتي تتجاوز حاجز الخمسين درجة مئوية في بعض الأحيان، حيث يلجأ بعض العوائل إلى السفر بحثاً عن الأجواء الباردة، فيما تتعرض منازلهم الخالية للسطو بعدة طرق وأساليب، وحسب اعترافات بعض الجناة الذين احترفوا السرقة اللجوء إلى بعض الحيل للتأكد من خلو المساكن وغياب أصحابها. ويشكو العديد من أهالي المنطقة الشرقية من تعرّض منازلهم للسرقة أثناء غيابهم، فيما تضع الشرطة العديد من الخطط لمنع ذلك، ولكن تبقى الحيطة والحذر هما السبيل الأسلم لمنع تلك الجرائم. يقول ماجد إبراهيم : إن منزل أخي تعرّض للسرقة في الصيف المنصرم، ولكن المسرقات لم تتجاوز ال500 ريال رغم وجود كمية كبيرة من الذهب والمجوهرات وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، والسبب في أن اللص لم يسرق الكثير إذ أنه فتح الخزانة ليتأكد ما إذا كانت هنالك مزيد من المقتنيات بها، ليضيفها إلى المسروقات لكنه تفاجأ بوجود بدلة مع الرتب العسكرية لرجل أمن رفيع المستوى في أحد القطاعات العسكرية وقد أصيب الجاني بالذعر والهلع وفرّ هارباً. حراسات خاصة أما جار الله البوسعد أحد سكان الأحياء الراقية بالمنطقة الشرقية فقال: إن منزله تعرّض للسرقة أكثر من مرة، وكذلك المنازل المجاورة له، مما حدا به هو وجيرانه لاستئجار أحد الطلبة في إجازة الصيف لحماية منازلهم أثناء السفر مقابل مبلغ 2000 ريال للشهر الواحد. واستبعد خالد المشهد أن يكون خلو المنازل هو المحفز للسرقة إنما نقص الدوريات الأمنية عن بعض الأحياء هو السبب الرئيس وإقتصار الدوريات على تمشيط الشوارع الرئيسية دون الدخول إلى داخل الأحياء بنفس الكثافة. ويضيف زهير الجنبي :إن بعض أفراد الأمن في فترة الصيف وخصوصاً بعد منتصف الليل يقومون بجولات داخل الأحياء، ولكن هناك من يسهرون أمام أبواب منازلهم على الرغم من أن التجول والتجمهر حتى أوقات متأخرة من الليل ممنوع. أما أيمن آل رضي فيقول: قبيل موعد سفري بأيام أخبرت جاري بسفري وطلبت منه إزالة البروشورات والإعلانات التي توزعها بعض المحال التجارية والمطاعم والتي تنشط خلال فترة الصيف، مما يعطي مؤشرا للصوص بأن هذا المنزل يخلو من السكان وقد قمت بمكافأة جاري بعد عودتي بمبلغ 1000 ريال مقابل تلك الخدمة. أما منصور آل ناصر فيقول: لجأت إلى تركيب جهاز إنذار لمنزلي قبيل 3 أعوام لكن من المؤسف أن ذلك لم يردع اللصوص من السطو على منزلي وأرجع ذلك إلى أن سكان الأحياء الجديدة لا يعيرون لصوت أجهزة الإنذار أي إهتمام وتكبدت خسائر مالية كبيرة جراء تلك السرقة. خطط أمنية وعن ما إذا كانت هنالك أي خطط للحد من سرقة المنازل خلال فترة الصيف أكد المقدم زياد الرقيطي الناطق الإعلامي بشرطة المنطقة الشرقية أن رجال الشرطة يعملون على وضع خطة مسبقة للحد من سرقة المنازل خلال فصل الصيف فمقابل خلو المنازل من قاطنيها هنالك كثافة سكانية بحكم أن المنطقة الشرقية تشكل مصدر جذب سياحي لبعض السياح من كافة أنحاء المملكة ومن دول الخليج أيضاً، وهنالك خطة لضبط الحالة الأمنية في الأحياء السكنية وكذلك المجمعات التجارية، وهنالك تعاون مع المرور لضبط إنسيابية الحركة المرورية مقابل الكثافة المرورية والتي ستشهدها المنطقة في الوقت المقبل القريب، وسيكون هنالك انتشارا ميدانيا للآليات الأمنية الظاهرة منها وغير الظاهرة، ولكن لابد أن يعي ويحرص المواطن على إحكام المنزل قبل مغادرته للسفر ولابد أن تكون مداخل المنازل قوية وصلبة وألا تكون مغرية لضعاف النفوس، ولابد أن نستفيد من التقنيات الأمنية الحديثة والمتاحة حالياً كأنظمة الإنذار وكاميرات المراقبة المتوفرة بالأسواق والتي لا نعتمد عليها ولكنها تسهم في الحد من وقوع الجريمة، ولابد أن يراعي سكان المنازل قبل سفرهم الحرص على إخبار أهل الثقة سواء كانوا من الأقرباء أو الجيران على أقل تقدير، أن يسهم المكلف بتفقد المنزل على تغيير الإنارة من وقت إلى آخر حتى لا يلتفت ضعاف النفوس إلى خلو المنزل، كما يجب أن يراعي أصحاب المنازل ارتفاع الأسوار إلى الحد الذي يمنع الجيران أو الجهات الأمنية من التحقق ما إذا كان المنزل يتعرّض لأي محاولة سرقة أو أن تكون بمستوى أدنى من المطلوب الأمر الذي يغري ضعاف النفوس ويحفزهم على سرقته.