رصدت عدسة « الشرق» إحدى المدارس الابتدائية المتهالكة في مكةالمكرمة، حيث الفوضى، والركام، والحشرات، ودورات المياه التالفة، والطاولات والكراسي المحطمة، كما جُمع المقصف والملعب ودورات المياه في مكان واحد، ورصدت مدى المعاناة الكبيرة التي يعيشها الطلاب والكادر التعليمي داخل المدرسة، التي «يمكن أن تصلح لأي شيء غير أن تكون مدرسة» حسب تعبير بعض المعلمين والطلاب. وكشف مدير لبيد بن ربيعة الابتدائية صالح شرف البركاتي ل «الشرق» عن الكثير من العوائق بسبب المبنى المستأجر الذي تقيم فيه المدرسة لسنوات مضت، وقال: « إن المبنى متهالك تماماً، وليس آمناً ويوجد به عوائق كثيرة، والفصول الدراسية صغيرة جداً وضيقة والبيئة الصحية سيئة جداً، ما يؤثر على الطالب بشكل سلبي» مشدداً على عدم وجود فناء لتقضية أوقات الإفطار أو ملعب جيد من أجل حصص الرياضة وهي مهمة جداً للطلبة وتُعد من أهم الحصص لدى الطالب. واستغرب البركاني مدى سوء الحال الذي وصلت إليه المدرسة مؤكداً أن قلقاً كبيراً يساوره نحو الطلاب، خصوصاً أن المقصف والملعب ودورات المياه جُمعت في مكان واحد وهو سطح المبنى وحجمه صغير وليس مناسباً. ومن جهته، أوضح المرشد الطلابي فهد عيد الصاعدي أن المعلمين متضايقون وغير مرتاحين للوضع الذي هم متعايشون معه بأسباب ما يواجهونه يومياً من المدرسة، وجيران الحي فيضطر المعلم يومياً لترك الحصة كي يبعد سيارته ويبحث عن موقف آخر لعدم وجود مواقف خاصة لهم . بدوره، شدد المعلم فهد الصاعدي،على وجود مشكلة كبرى تواجه المدرسة، وهي عمليات الهدم المخصصة للمنازل التي تجاورهم، فضلاً عن المخاوف النفسية التي تسببها المزاعم اليومية بأن المدرسة في طريقها للهدم وبأن المدرسة أيضاً عليها أمر بالإزالة ولاكن صاحب المبنى لم يتم تبليغ الإدارة بذلك، مشيراً إلى أن المشكلات لم تتوقف عند هذا الحد بل إن المشكلات زادت على عاتق المدير والمعلمين بتكرار انقطاع الكهرباء والهاتف والأنترنت عن المدرسة لمدة أسبوع كامل . وأشار إلى أن المأساة لم تقف عند هذا الحد، بل إن الأمر تجاوز إلى أن مبنىً مجاوراً مقابلاً للمدرسة أفرغ تماماً من سكانه وبقي خزانه مفتوح بعمق ثلاثة أمتار، ورغم أن مدير المدرسة بادر بإبلاغ الجهات المختصة إلا أن الأمر بقي كما هو عليه ،وكان هناك أمل بنقل الطلاب إلى مكان أمن ولاكن طال الانتظار ولم يحدث أي شيء وكلما طال الانتظار كل ما زادت خطورة الوضع، ماجعل المعلمين والطلاب ينتظرون وقت الإجازة بفارغ الصبر هرباً من المدرسة وجحيمها الذي يطوق أعناقهم مع إشراقة كل يوم. دورات المياه وقد حطمت بعض أبوابها
مبنى المدرسة في إحدى البنايات المستأجرة كما يبدو من الخارج (تصوير: محمد السواط)