انقطاعات في الكهرباء، مبانٍ مستأجرة متهالكة، أعمال الصيانة شحيحة، فصول ضيقة، تهوية رديئة، ضعف في تجهيز المرافق، وشبه انعدام في الوسائل التعليمية، ونقص في المياه... وقائمة المشكلات التي تعانيها مدارس بنات في جازان تطول. «الحياة» التقت معلمات ومديرات لمدارس بنات في جازان، اشتكين وطالبن بتصحيح أوضاع مدارسهن، المعلمة «ص. س» كانت أولى المتحدثات، تقول: «من العوائق المهمة لتوفير بيئة تعليم سليمة، ضيق الفصول، ورداءة التهوية، وعدم وجود مرافق مجهزة، إضافة إلى نقص المياه». واشتكت من تدنّي مستوى العقول وتفشي سوء الأخلاق والتطاول على المعلمات، والغش الذي أصبح ظاهرة بارزة على السّطح. كما لفتت إلى مشكلة «المقصف»، وابتزاز المتعهدين. وتذمّرت المعلمة من تلك الأكوام من الأوراق والسجلات التي تحاصرهن «على رغم وجود برامج تختصر العمل، حتى برنامج نور لا نزال نستخدمه للاختبارات فقط، والسبب المشرفات الإداريّات والمتابعات اللاتي لا يرضين إلا بالأوراق». في حين تصرف مديرة مدرسة ابتدائية «ش. س» والمعلمات في مدرستها جزءاً من دخلها على أعمال الصيانة، والوسائل التعليمية، في محاولة توفير أجواء تعليمية مناسبة. تقول: «لم يجبرنا أحد على أن ننفق على المدرسة. هناك من تشتري مكيفاً لغرفتها، وبعضهن يساهمن في شراء الحبر والمستلزمات الخاصة بموادهن، فنحن كمعلمات تهمنا تهيئة الأجواء للطالبة، وهذا لن يكون إلا إذا صرفت المعلمة والمديرة في سبيل توفير ما يناسبها». وتشير مديرة أحد المجمعات الدراسية (فضلت عدم ذكر اسمها) إلى تأخر الطالبات أثناء خروجهن من المدرسة، والسبب في ذلك ضيق الشارع الذي تطل عليه المدرسة التي تديرها. وتقول: «الشارع لا يتجاوز المترين ولا يكفي لمرور سيارة في اتجاه واحد فقط، ما يؤدي أحياناً إلى تأخير الطابور الصباحي، وعدم بدء الحصص في وقتها المحدد، وهو ما يؤدي إلى تأخر بدء الحصة الأولى، إضافة إلى مشكلة انقطاع متكرر للكهرباء، الذي يتسبب بتلف بعض الأجهزة الإدارية، ما يشكل ضغطاً على بند الصيانة». وتؤكد أن «هذه معاناة مشتركة بين جميع مديرات المدارس، وبخاصة في فترات الامتحانات، فنحن نصرف من أجل إنجاز العمل في الموعد نفسه، ما يزيد الضغط النفسي والمادي على مديرات المدارس، إضافة إلى تأخر صرف بند الصيانة والنظافة لشهور، ما يجعل المديرة مكرهة على الدفع من جيبها».