ينطبق على أحوال مدارس في جدة بعد وقوع كارثتي السيول الشهيرتين المثل الشهير «زاد الطين بلة»، إذ ضاعفت السيول والأمطار من سوء أحوال مباني مدارسها الضعيفة أصلاً، ما زاد من الحاجة الملحة إلى الصيانة والترميم، واستبدال المستأجرة بأخرى حكومية. ووقفت «الحياة» على أحوال مدارس بنين وبنات في أحياء متفرقة من مدينة جدة، إذ رصدت ردود أفعال أولياء أمور واختصاصيين ومسؤولين، حول الحال التي وصلت إليها مدراس المحافظة بعد كارثتي السيول الأخيرتين. خوف الآباء والأمهات على الأبناء زاد، وشكوى مديري ومديرات المدارس الحكومية الذين التقتهم «الحياة» زادت، في انتظار من يحل مشكلات الأعطال والصيانة، وما وراءها من تلاعب يمارسه المقاولون والمنفذون لهذه الأعمال. لا تنفك المخاوف من مراودة أم سلطان، وابنها يدرس في إحدى المدارس المستأجرة في حي السامر، كغيرها أهالي الحي بسبب السيول التي حصلت أخيراً، ما دفعها إلى توصيل ابنها في الصباح وإعادته بعد الظهر بنفسها، غير أنها أشارت إلى أن المدرسة تعتبر جيدة بشكل عام. أما أبو محمد فأكد أنه بعد وقوع كارثتي جدة أصبح يخشى على ابنه الذهاب إلى المدرسة بمفرده على رغم قرب المدرسة من منزل الأسرة، كما أنه لا يطمئن حتى يوصل ابنه صباحاً ويعود لأخذه بعد الظهر بنفسه. وأضاف أن معاناة الطلاب تكمن في أن غالبية المباني المدرسية مستأجرة، أي أنها ليست المكان النموذجي للتعليم، إذ يحتوي الفصل الواحد منها على نحو 30 طالباً، ما يضاعف مجهود المدرسين ويقلل من استيعاب الطلاب. ويتفق معه أبو منار أن المشكلة تكمن في وجود عدد كبير من المباني المستأجرة التي لا تصلح في الغالب لأن تكون مكاناً للتعليم. بدوره، قال أبو أحمد إن المعاناة تكمن في أن المباني المدرسية المستأجرة ضيقة وأن الغرف التي يتم استخدامها كفصول لا تستوعب عدد الطلاب، مشيراً إلى أن أعمال الصيانة التي تتم في المبنى ليست جيدة بالشكل الكافي، إذ غالبا ما تتعطل المكيفات داخل الفصول الدراسية ولا تتم صيانتها بشكل سريع، ما دفع بأحد الطلاب يوماً إلى إصلاح المكيف على حسابه الخاص. كما أكدت مديرة إحدى المدارس الابتدائية المستأجرة (فضلت عدم ذكر اسمها) أن معظم المباني تظل سيئة بشكل عام، وأقل جودة من حيث الشكل والمضمون، مقارنة بالمبالغ المالية التي يتم صرفها عليها، عازية ذلك إلى ضعف الرقابة على المقاولين القائمين على بناء وإنشاء المدارس. واعتبر وكيل مدرسة عبادة بن الصامت الابتدائية في حي السامر عبدالله العامودي ل «الحياة» أن بناية مدرسته المستأجرة تعتبر من أقل مدارس الحي التي تأثراً بالسيول، مشيراً إلى أن حالها بعد الترميمات بات جيد جداً. فيما قال وكيل مدرسة أبو الأسود الدؤلي المتوسطة جمال الدين محمد إن المدرسة التي يديرها خضعت لترميم كامل بعد السيول التي غمرتها بالتعاون مع إدارة التعليم. وأضاف: «تعتبر الترميمات جيدة وحال المدرسة ممتاز»، مشيراً إلى أن إدارة التعليم كلفت شركة للقيام بصيانة شهرية على المدارس. وأفاد بأن المدرسة خضعت للصيانة قبل بدء العام الدراسي، كاشفاً وجود خطة للطوارئ لدى المدرسة، وقامت بتدريب الطلاب عليها في حال حدوث أي أمر طارئ. ورفضت مديرة المدرسة ال99 بعد المئة الابتدائية للبنات في جدة التعاون مع «الحياة» بإعطاء أي معلومة عن حال المدرسة سواء من ناحية الصيانة أو من ناحية سلامة المبنى وخطط الطوارئ ومدى استعداد المدرسة لأي حالة طارئة، عازية ذلك إلى خوفها من معاقبتها من الوزارة، كما رفضت قيام الصحيفة بجولة داخل المدرسة. «اختصاصي»: غالبيتها تعدت العمر الافتراضي