اتسع الخراب بشكل دامٍ، يبس الإنسان من قِيمه وقيمته الكونية، هل هذا ما أنجبته – السوشل ميديا – دم فاسد لوث أخلاقنا من الوريد للوريد، هذا وجه الموضة والفن والإشهار يظهر بشكل مريض ومتعفن. ساد التلوث، وتسمم الطفل الصغير حتى الرجل المسن، مشاهد عنكبوتية أضعف من خيط عنكبوت وأقوى من مدرعة، لم يعد للبيوت أسرار، أصبحت الرؤوس مكشوفة، والشتائم معروضة والأخلاق مرفوعة لحين مجهول. ذلك – الحين- سيمتد إلى ما لا نهاية من التدني القيمي للقيمة الحقيقية للإنسان، سيمضي بنا إلى هاوية هذه الحضارة التي ندعيها والحرية التي جعلت منا أقزاماً وسنافرَ، سنرتفع عن هذه البسيطة خاسرين وخائبين، متوهمين بأن هذا التغيير سيلبسنا ثوب سعادة يغطي إلى ما تحت الكعبين لكن دون أن ننتبه سيتقلص بفعل صناعته الرديئة وسيهترئ مثل ثوب بالٍ. بلغنا من الانحدار ما يكفي حتى وصلنا إلى مكبات النفايات. تماماً هناك سنكون كشيء من فضلات هذا العالم غير القابلة للتدوير أو الاستخدام. وحينها لن تفيدنا (ليت) أو (لعل) لن نسترجع الوقت، ولا الزمن ليعيد ما أفسدته هذه الخلية الموبوءة. وبما أن أيدينا مشغولة في – التاتش – ورؤوسنا مطأطأة للأرض، سنرتطم بعمود الحقيقة ذات يوم دون أن نلتقط هذه الصورة.