في 11 و 12 من فبراير، كانت جدة على موعد مع حدث اجتماعي بارز وملتقى يبرز الجانب المضيء من جوانب الخير والعطاء لشبان وشابات المجتمع السعودي. ملتقى أرامكو الثاني للتطوع الذي حمل شعار «تطوعي قدوة»، وهو إحدى مبادرات أرامكو السعودية في المشاركة في فكرة ملتقى مكة الثقافي لهذا العام الذي يحمل شعار «كيف نكون قدوة». حظي مشروع «كيف نكون قدوة» الذي أطلقه مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل باهتمام القطاعات الحكومية والخاصة والأوساط المحلية لما يحققه من معطيات ثرية في تنمية المجتمع، الذي يندرج تحت إستراتيجية المنطقة في بناء الإنسان وتنمية المكان. قامت شركة أرامكو بالمزاوجة بين قيمة التطوع والقدوة بطريقة احترافية، فتجد في هذا الملتقى الجلسات الثرية عن «تطوعي قدوة» من خلال جملة من المتحدثين الرئيسين منهم «الدكتور سعد مارق مستشار أمير منطقة مكةالمكرمة، والدكتور سالم الديني وكيل وزارة العمل والتنمية الاجتماعية» بالإضافة لجلسات حوارية لضيوف تم اختيارهم بعناية لتصل فكرة الملتقى في نشر ثقافة العمل التطوعي وأهمية القدوة في التطوع وتحفيز الطاقات الشبابية التطوعية وإبراز المجموعات التطوعية في المجتمع. تعددت الفعاليات في هذا الملتقى، ففي زاوية تجد المحاضرات الفكرية، وفي زاوية أخرى تشاهد معرض المشاريع والمبادرات التطوعية، وهناك من يستمتع بالجلسات الحوارية وفي المقابل شبان وشابات يستمتعون بقصص ملهمة من نجاحات أفراد ومجموعات في المشاركة المجتمعية بالتطوع فكرا وجهدا. بالإضافة لذلك، استطاعت أرامكو وبقيادة فاعلة من المهندس عمر العبداللطيف أحد أعمدة أرامكو في القطاع الغربي وخالد الحازمي رئيس قسم المواطنة في أرامكو في إبراز الجوانب التطوعية للجهات الحكومية والمجتمعية والفردية من خلال أماكن مخصصة لكل جهة تعرض من خلالها تجاربها في العمل التطوعي والإنساني داخل الوطن. من هذه الجهات إمارة منطقة مكةالمكرمة، إدارة مكافحة المخدرات، الدفاع المدني، جامعة الملك عبدالعزيز، جامعة جدة، الهلال الأحمر، حرس الحدود، التعليم، الصحة، العمل والتنمية الاجتماعية، مراكز الأحياء، نبتة، أكاديمية دلة للعمل التطوعي، إطعام، جامعة عفت، جامعة دار الحكمة، المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني. أما الفرق التطوعية المشاركة فهي بصمة، سفراء التطوع، رواء، ديباجة، ابتسم، الحماية المدنية، الأكاديمية الطبية السعودية، كان ياما، رفقاً، نبتة، نبض الأمل، بسمة أمل، ملتقى الحوار، تنمية الطفولة، هيا نلعب سوا، سواعد العطاء، نادي متطوعي جدة، السعادة، الخير يعم، أرتال، لأجلك يا وطن، معاً أطواق، أكون، لحياتنا معنى، ليوث، مسؤوليتنا التطوعية، كتبجي. تكمن أهمية الملتقى في أهمية التطوع بالنسبة للمتطوع نفسه، ففي العمل التطوعي تعزيز للثقة في النفس في محيط أقرانه ومجتمعه، و»المتطوع القدوة» يحصل على مكانة خاصة في مجتمعه لما يقدمه لنفسه ومجتمعه وبلده من خدمات، و»المتطوع القدوة» تزداد خبراته من الأعمال الخيرة والمحببة لنفسه أو القريبة من تخصصه أو ذات الاهتمام له، «المتطوع القدوة» مستثمر لأوقات فراغه في أعماله الاجتماعية والخدمية، «المتطوع القدوة» هو الراغب في الأجر من الله سبحانه ولا ينتظر أو يرغب أن يشكره الناس نظير ما يقدم من أعمال. حرص الملتقى على إظهار أهمية «تطوعي قدوة» من خلال بيان أهمية التطوع لمجتمعنا ووطننا. ففي العمل التطوعي تخفيف للعبء عن الجهاز الحكومي من خلال توفير الجهد والموارد والتخصصات دون ارتباطات ومخصصات مالية التي أثبتت جدواها الدراسات الحديثة دوليا. «المتطوع القدوة» هو التعبير والانعكاس الحقيقي عن احتياجات المجتمع التي يظهرها أفراده من خلال عمل أو أعمال معينة تصب في صالح وخير المجتمع فكرا وسلوكا. أظهر الملتقى وبوضوح أن المتطوع القدوة هو تعاون بين أفراد المجتمع لتغيير السلوك غير المرغوب فيه أو الحد منه من خلال الشراكة بين أفراد المجتمع نحو تحقيق رؤية وأهداف وقيم المجتمع. حرص ملتقى أرامكو أن يبين للمجتمع أن دوافع المتطوع السعودي تنبع وتبرز من قيم وخصوصية الإنسان السعودي. فالوازع الديني يحمل الأفراد لعمل الخير وبذل الجهد ومساعدة المجتمع في كثير من الاحتياجات، فإماطة الأذى عن الطريق في الإسلام شعبة من شعب الإيمان. يدفع الشابة والشاب السعودي للتطوع حب الإيثار، فالمتطوع القدوة هو ذلك الإنسان الذي يدفع ما لديه من مال وجهد وعمل ووقت للآخرين إيثارا وحبا لأهله ومجتمعه. الشابة والشاب السعودي هو ذلك المتطوع القدوة الذي يحب أن يشغل وقت فراغه بما ينفع في دينه ودنياه، هو ذلك المواطن الذي يحب أن يكون سببا في تعليم وتعلم أفراد وطنه للمهارات والخبرات، وإكساب المجتمع أنماطاً وسلوكيات جديدة تساعد في تنمية الإنسان وبناء المكان وفق إستراتيجية ورؤية الوطن، لمستقبل مشرق وحضاري لهذا الوطن الغالي.