في وقتٍ أدانت عدّة حكوماتٍ هجوم الحوثيين على فرقاطةٍ سعودية؛ قال المتحدث باسم التحالف العربي لدعم الشرعية اليمنية إن هذه العملية الإرهابية مؤشرٌ على وجود تعاون وثيق بين الانقلابيين (ميليشيات الحوثي- صالح) وتنظيم القاعدة الإرهابي. ووصف المتحدث، اللواء أحمد عسيري، الهجوم، الذي وقع غربيّ ميناء الحديدة (غرب اليمن)، بتدهورٍ خطير، وعدّه، في تصريحاتٍ لوكالة الأنباء «فرانس برس» نشرتها على موقعها الإلكتروني، تكتيكاً جديداً من جانب الميليشيات. يأتي ذلك في وقتٍ دانت فيه الحكومة اليمنية الشرعية الهجوم، وعدّته عملاً إرهابياً؛ وإصراراً من جانب الميليشيات على تقويض جهود الحل السياسي، وتهديد حرية الملاحة الدولية وتدفّق المساعدات الإنسانية. وصدرت إدانات مماثلة من البحرين وقطر والأردن. واعترف الحوثيون بتنفيذهم الهجوم في بيانٍ نشروه عبر وكالة الأنباء المتحدثة باسمهم. وكانت قيادة التحالف العربي أعلنت، في بيانٍ مساء أمس الأول، تعرّض فرقاطة سعودية، أثناء قيامها بدورية مراقبة غربي ميناء الحديدة، إلى هجومٍ إرهابي من قِبَل 3 زوارق انتحارية تابعة للميليشيات الحوثية. وأفادت قيادة التحالف بتعامل السفينة مع الزوارق بما تقتضيه الحالة. وجاء في البيان «إلا أن أحد الزوارق اصطدم بمؤخرة السفينة، مما نتج عنه انفجار الزورق وحريقٌ في مؤخرة السفينة، حيث تم التحكم في الحريق ولله الحمد وإطفائه من قِبَل الطاقم، وقد نتج عن ذلك استشهاد اثنين من أفراد طاقم السفينة وإصابة 3 آخرين حالتهم مستقرة ولله الحمد». وذكر البيان أن «السفينة السعودية واصلت مهامها الدورية في منطقة العمليات، فيما واصلت القوات الجوية وسفن قوات التحالف متابعة الزوارق الهاربة والتعامل معها». وشددت قيادة التحالف على أن «استمرار الميليشيات الحوثية في استخدام ميناء الحديدة قاعدة انطلاقٍ للعمليات الإرهابية يعد تطوراً خطيراً من شأنه التأثير على الملاحة الدولية وعلى تدفق المساعدات الإنسانية والطبية إلى الميناء والمواطنين اليمنيين». وسبق للتحالف، الذي تقوده المملكة العربية السعودية، اتهام النظام الإيراني بتسليح الحوثيين الذين يحتلون العاصمة اليمنية صنعاء منذ نحو عامين. وفي أكتوبر الماضي؛ أُطلِقَ صاروخان من أراضٍ يمنية تسيطر عليها ميليشيات الحوثي- صالح في اتجاه سفن أمريكية، لكنهما وقعا في البحر قبل أن يبلغا الهدف. وردّت الولاياتالمتحدة باستهداف 3 محطات رادار تابعة للحوثيين بصواريخ «توماهوك». وفي موازاة الهجوم على الفرقاطة؛ تعرّض مبنى لجنة التنسيق والتهدئة، التابع للأمم المتحدة في محافظة ظهران الجنوب الحدودية (جنوب السعودية)، إلى استهدافٍ بقذائف»كاتيوشا» أطلقتها الميليشيات. ولحِقَت على الإثر إصاباتٌ متفرقة بالجندي السعودي، فهد عايض الشمراني، نُقِلَ على إثرها إلى مستشفى ظهران الجنوب العام. فيما تعرّض مدخل المبنى الأممي إلى تهشيم، وتضررت سيارات تابعة للبعثة الأممية وأخرى خاصة بجهات رسمية سعودية ومواطنين. ودان مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد شيخ أحمد، هذا الاستهداف، موضحاً أن للمنظمة الدولية وجوداً دائماً في المبنى الذي كان قد جُهِّزَ ليصبح مقراً لأعضاء لجنة التنسيق والتهدئة المعنيّة بالهُدَن بين قوات الشرعية اليمنية والانقلابيين. وكتب ولد الشيخ أحمد، في تغريداتٍ على موقع تويتر «هذه الحادثة لا تعكس نوايا حسنة» و»من مصلحة الطرفين لإعادة الالتزام بوقف الأعمال القتالية في الأيام المقبلة خاصةً وأن تحسن الوضع الأمني سيمهد الطريق لتجديد الحوار السياسي». في السياق نفسه؛ دانت وزارة الخارجية في الحكومة اليمنية الشرعية بشدّة عمليتي استهداف مبنى «التنسيق والتهدئة» والفرقاطة. واعتبرت، في بيانٍ لها، استهداف مبنى «التهدئة» كاشفاً للنوايا الواضحة للانقلابيين «المتمثلة في رفضهم أي مساعٍ نحو السلام خاصةً أن عملية الهجوم تأتي بعد تصريحاتٍ للمبعوث الأممي- إثر جلسة إحاطة في مجلس الأمن الدولي- بيّن فيها أهمية العمل على إعادة تفعيل لجنة التنسيق والتهدئة». ودانت الوزارة، كذلك، استهداف الفرقاطة السعودية من قِبَل قوات تابعة للانقلابيين في البحر الأحمر غربي ميناء الحديدة. واعتبرت ذلك عملاً إرهابياً انتحارياً يستهدف أمن السواحل اليمنية ووصول المساعدات الإنسانية إلى الميناء ويعدّ تهديداً سافراً وغير مسبوقٍ للملاحة الدولية. ولفت البيان نظر المجتمع الدولي إلى كون الحادثين مجرد رقم بسيط أمام ما ترتكبه ميليشيات عبدالملك الحوثي والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح يومياً من جرائم في حق المدنيين اليمنيين، معتبراً أن الحوثيين ومن تحالف معهم لا يحترمون أي اتفاقات أو مواثيق دولية و»ينبغي العمل بحزم لإخضاعهم لتنفيذ القرارات الدولية ومنع وصول الأسلحة المهربة إليهم». وخلال اجتماعٍ حكومي في محافظة مأرب (شرقي صنعاء)؛ عدَّ نائب الرئيس اليمني، الفريق الركن علي محسن الأحمر، الحادثين مؤشراً واضحٍاً على نوايا الانقلابيين السيئة المتمثلة في عدم جنوحهم إلى السلم أو الالتزام بقرارات الشرعية الدولية، فضلاً عن كونهما دليلاً قوياً على أن بقاء الانقلاب بمنزلة خطر يهدد مصالح الدول المجاورة. وقال نائب الرئيس «وصلت بالانقلابيين الجرأة إلى محاولتهم نسف جهود الأممالمتحدة من خلال قصفهم مقر لجنة التنسيق والتهدئة في ظهران الجنوب». ولفت إلى «ما يحمله المقر من رمزية كبيرة وما يشكله من مرتكز أساسي لعملية السلام التي سعت الشرعية إلى تحقيقها بكل جهودها وقدمت لها كثيراً من التنازلات». وشدد الأحمر، حسبما أوردت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ»، على ضرورة مضاعفة الجهود من جانب السلطات الشرعية لإفشال مخططات عصابات الانقلاب والإرهاب، مثنياً، في المقابل، على دور دول التحالف العربي وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز. وأشارت «سبأ» إلى حضور رئيس هيئة الأركان العامة اليمنية، اللواء الركن محمد علي المقدشي، الاجتماعَ التي ترأسه نائب الرئيس وضمّ مسؤولين آخرين منهم نائب رئيس الحكومة الشرعية وزير الخدمة المدنية، عبدالعزيز جباري. في غضون ذلك؛ أفاد موقعان إلكترونيان إخباريان يمنيان بشنّ مقاتلات التحالف العربي غارات كثيفة الثلاثاء على مواقع عسكرية للانقلابيين في مدينة الحديدة. ونقل مراسل موقع «المصدر أونلاين» عن شهود عيان أن المقاتلات شنّت غارات عدّة على معسكرٍ لقوات الحرس الجمهوري الموالية لعلي عبدالله صالح في منطقة الكيلو 16 جنوبي الحديدة. وأشار الشهود إلى غاراتٍ أخرى استهدفت معسكر القوات البحرية والكلية البحرية في منطقة الكثيب شمالي المدينة. وبحسب المصادر؛ استهدفت 4 غارات معسكر الحرس الجمهوري، فيما استهدفت غارتان محطة رادار. وكتب موقع «المشهد اليمني»، بدوره، أن مقاتلات التحالف شنت 7 غاراتٍ على مبنى الكلية البحرية في منطقة الكثيب القريبة من ميناء الحديدة. ومنذ أكثر من أسبوع؛ تخوض قوات الشرعية (الجيش والمقاومة الشعبية)، مدعومةً من التحالف العربي، معارك ضد المسلحين الانقلابيين في مدينة المخا الساحلية (جنوب غرب) في إطار عملية «الرمح الذهبي». وأفاد مصدرٌ يمني، قبل أيام، بأن الوجهة المقبلة ل «الرمح الذهبي» ستكون شمالاً بهدف تحرير الحديدة. في سياقٍ آخر؛ أجرت قوات الشرعية عملية تبادلٍ للأسرى مع الحوثيين بعد وساطة قبلية، حسبما نقل الموقع الإلكتروني لوكالة «فرانس برس» عن أحد المفاوضين الثلاثاء. وأفاد عبدالله الأشرف، وهو أحد الوسطاء، ب «الإفراج عن 58 حوثياً جرى أسرهم في محافظة الجوف (شمال) مقابل الإفراج عن 54 من أنصارنا الموالين لقوات الشرعية ينتمون إلى الجوف (إلى الشمال من صنعاء)». وتمت عملية تبادل الأسرى في منطقة قانية على الحدود بين محافظتي البيضاء (وسط اليمن) ومأرب. والعام الماضي؛ جرت عملية مماثلة في محافظة تعز (جنوب غرب) شملت 194 أسيراً من الطرفين بوساطة قبلية أيضاً. وخلال العامين الماضيين؛ استردت قوات الشرعية معظم مناطق الجنوب اليمني ومناطق واسعة في الشرق وأخرى في الشمال والغرب، بدعمٍ من التحالف. وسمّت الحكومة الشرعية مدينة عدن (جنوب) عاصمةً مؤقتةً ومقراً لها. بينما يتركز وجود الانقلابيين في صنعاء ومناطق أخرى. في 12 أكتوبر 2000 نفذ تنظيم القاعدة الإرهابي هجوماً انتحارياً ضد المدمرة الأمريكية «يو إس إس كول» لدى رسوّها في ميناء عدن«جنوب اليمن»، ما أدى إلى مقتل 17 بحّاراً أمريكياً