في «تويتر» تصدّر ذات يوم هاشتاق باسم إحدى المشاركات في برنامج وسائل تواصل اجتماعي آخر يدعى «سناب شات»، والسبب استنكار المغردين لمقطع يبيّن تكالب متسوقات عليها مما أدى إلى استخدام المنظمين والمنظمات العنف لتفريقهن، معظم التغريدات تساءلت عن هذه الشخصية، ومن أين ظهرت؟!، ولم لا أحد يعرفها؟!. حدث مثل ذلك مع شخصيات أخرى من برامج تواصل مختلفة، تتصدر مشكلاتهم الهاشتاقات رغم عدم معرفة معظم المعلقين في تويتر بهم. هكذا أصبح لكل وسيلة تواصل عوالمها ونجومها، وجماهيرها المتغايرة غالبا المشتركة أحيانا، نفس الشيء في الحياة، هناك عوالم مختلفة، ودونالد ترامب الرئيس الأمريكي أحد أمثلتها، حسمت التوقعات الرئاسة لصالح هيلاري كلينتون، فالنخب والإعلام وقفوا معها، وأُلصقت أبشع الصفات بترامب وجمهوره الشعبي الذي لا يتورع عن العنصرية والسباب، وفي النهاية حسم الشعبويون الرئاسة عن طريق صناديق الانتخاب التي تتساوى أمامها الرؤوس والمقامات، لا فرق بين غني وفقير ومغمور ومشهور إلا بصوته. كانت أبرز غلطات حملة وإعلام كلينتون الاستهزاء بهذا الجمهور ومحاولة إسكاته، وعدم الإنصات له ومحاولة فهمه والتحاور معه، عكس ترامب الذي ركب موجتهم فتوّجوه رئيسا. ونحن نرتكب نفس الخطأ إن لم نسمع لعوالمنا المختلفة، ونحاول تفهم اختياراتهم ورغباتهم، ودوافعها ومسبباتها، إن كانت هذه الخيارات ضارة تُوفر البدائل الأفضل لهم، أو تُنقّى مما يسيء إليها، لأن التسفيه والتعالي لن يوقف أي ظاهرة بل يزيدها، ويزيد من عنادها.