لم تعد المنابر والمناظرات أو البيانات التوضيحية والمستنكرة، عاملاً جاذباً لأصوات الناخبين لاختيار المرشح المفضّل لديهم للوصول إلى البيت الأبيض في الانتخابات الرئاسية الأميركية، فمع ضعف دور وسائل الإعلام التقليدية في تحديد أولويات الرأي العالم وتوجيهاته، خرج التنافس بين المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون، والمرشح الجمهوري دونالد ترامب، من إطاره التقليدي ليشهد جولات مستحدثة من النزال وفرت فيها وسائل التواصل الاجتماعي، مثل «فايسبوك» و»تويتر» و»يوتيوب»، ساحة للنقاش والمواجهة بين جمهورَي الحزبين. هي فترة الانتخابات ال58 لرئاسة الولاياتالمتحدة، والذي سيفوز بها سيكون الرئيس ال45 للولايات المتحدة، وقد استفاد المرشحان من مواقع التواصل الاجتماعي في مناسبات عدة، لتبادل الهجمات، وانتقاد تصريحات متعلّقة بالعنصرية ومعاداة السامية والهجرة والموقف من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. نشطاء شبكات التواصل الاجتماعي تداولوا بكثرة تصريحات المرشح الجمهوري دونالد ترامب، التي تهكم فيها على والدة جندي أميركي مسلم قتل في العراق. وحصد الفيديو الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، والذي تضمن الكلمة التي ألقاها والد الجندي في مؤتمر الحزب الديموقراطي، أكثر من ثلاثة ملايين مشاهدة، والتي ضمّنها انتقادات لدونالد ترامب بسبب مواقفه المعادية للمسلمين وللهجرة، كما دافع بشدة عن كلينتون. وقال خزر خان في كلمته مخاطبا ترامب: «لم تقدم أي تضحية ولم تفقد أي عزيز»، وسط تصفيق حاد من الحضور خلال المؤتمر الديموقراطي. الألعاب الكرتونية انضمت أيضاً إلى سباق التنافس الرئاسي، فقد اتفق هومر ومارج سيمبسون، الشخصيتان الرئيستان في مسلسل الرسوم المتحركة الأميركي «عائلة سيمبسون»، على التصويت لهيلاري كلينتون في انتخابات الرئاسة المقبلة في الولاياتالمتحدة. جاء هذا في مقطع فيديو جديد نشرته شركة «فوكس القرن العشرين» عنوانه «الثالثة صباحاً»، وهو نُشر وحده على موقع «يوتيوب» وليس ضمن المسلسل. وظهرت في المقطع شخصية دونالد ترامب وهو يحمل كتاباً تحت عنوان «خطابات أ. هتلر». وعندما أشار هومر إلى أنه قد يصوت لترامب، قالت له مارج إن كان ذلك هو تصويتك، فإني أتساءل إذا كان علي أن أستمر في العيش معك. وهنا أجاب: «وهكذا أصبح أنا مؤيداً للحزب الديموقراطي». وفي دليل على مدى تفاعل رواد موقع «تويتر» مع ترامب، كان له قبل أشهر من إعلان ترشّحه لانتخابات الرئاسة الأميركية حوالى 2.76 مليون متابع على موقع «تويتر»، ووصل هذا الرقم حتى الآن إلى 10 ملايين. في المقابل، كان عدد متابعي كلينتون في الفترة نفسها 2.6 مليون، ووصل إلى 7.76 مليون. وفي حين أن من الصعب قياس مدى جدية مؤشرات مواقع التواصل الاجتماعي عندما يتعلق الأمر بتوقع الفائز في الانتخابات الرئاسية، تشير شركة متخصصة في البيانات والأرقام الى أن وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تساعد على تقييم توقعات الناخبين في شأن المرشحين. وفي تحليل لشركة «4 C»، تبين أن هناك ثلاثة أضعاف عدد التغريدات والمشاركات على «فايسبوك» المتعلقة بترامب مقارنة بكلينتون. كما استخدمت الشركة أسلوباً جديداً لدرس نظرة المتابعين إلى كل مرشح على أساس اختيارهم المفردات، سلبية كانت أو إيجابية. وتبيّن أن 72 في المئة من مفردات الوصف المتعلقة بترامب كانت إيجابية، مقابل 60 في المئة لكلينتون. الإعلامي المصري باسم يوسف هاجم المرشح الجمهوري ترامب بعد أن خصص إحدى حلقات برنامجه «كتالوغ الديموقراطية»، للسخرية من هوس كثر من الأميركيين بترامب، والذي يراه أنه سيحول الولاياتالمتحدة الأميركية من أعظم ديموقراطية في العالم إلى دولة ديكتاتورية. وقال صاحب «البرنامج» سابقاً: «أميركا بدأت تحب أن يحكمها بلطجي معاه فلوس كتير، وترامب له مميزات كويسة، بيتحكم في الإعلام، بيسيطر على الناس، مبيخافش من حد، بيحب الناس تتعذب، عنده دهب كتير، وأهم حاجة صداقة حميمة مع دنيس رودمان»، لاعب كرة السلة السابق المثير للجدل. وأثار ترشيح هيلاري كلينتون ردود أفعال متباينة للعرب على مواقع التواصل الاجتماعي، بين من أيد كلينتون وهلل متفائلاً بهذا الخبر، وبين من عارضه ليغرد متشائماً، ووصف نشطاء الأمر بأنه «اختيار مر» بين كلينتون وترامب. وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تعليقات عديدة ضمن هاشتاغ يحمل اسم هيلاري كلينتون منذ أن أعلن الحزب الديموقراطي، أنها مرشحته الرسمية للانتخابات الرئاسية التي ستقام في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وكان ترامب واجه انتقادات كبيرة بعدما نشر صورة منافسته كلينتون مع نجمة داود على موقع «تويتر»، رابطاً بينها وبين صورة نمطية معادية للسامية ومتهماً إياها بالفساد. وتظهر كلينتون في الصورة أمام نجمة سداسية حمراء تعلو كمية من الأوراق النقدية من فئة 100 دولار، كتب عليها عبارة «المرشحة الأكثر فساداً على الإطلاق!». وعلى رغم أن ترامب حذف الصورة وأبدلها بصورة أخرى يظهر فيها الشعار المعادي لكلينتون وسط دائرة حمراء وليس على نجمة داود، فإن الصورة كانت قد أثارت غضباً عارماً في أوساط مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، وفسرها كثر بأنها إشارة إلى معاداة السامية التي ترتبط بفكرة ثابتة تجمع بين اليهود والمال. وبعد اجتياح لعبة «بوكيمون غو» الأسواق العالمية، وجذبها قطاعاً كبيراً من المستخدمين، يبدو أن حمى اللعبة انتقلت إلى سباق الانتخابات الأميركية بين ترامب وكلينتون. ونشر المرشح الجمهوري على «فايسبوك» تطبيقاً معدلاً للعبة تظهر فيه منافسته مع تسميتها «هيلاري الملتوية». وسرعان ما أعاد النشطاء نشر الفيديو أكثر من 136 ألف مرة، لتصب لعبة «بوكيمون غو» في خدمة التنافس الانتخابي الشرس.