أكد وكيل شيخ الأزهر الدكتور عباس شومان، أن موقف الأزهر من مؤتمر الشيشان وما خرج عنه من توصيات، كان واضحاً وسريعاً وحاسماً، بمجرد صدور البيان الختامي للمؤتمر الذي لم يشهده الأزهر ولم يشارك فيه، مشيراً إلى أن شيخ الأزهر حضر الجلسة الافتتاحية في إطار زيارته للشيشان، ولم يذهب للمشاركة في المؤتمر، وألقى كلمة تاريخية ليس فيها شيء مما ورد في البيان. جاء ذلك في تصريحات عقب الاجتماع الأول للجنة التنسيقية المشتركة بين وزارة الشؤون الاجتماعية ومشيخة الأزهر، في مقر الوزارة بالرياض، حيث رأس جانب الوزارة المستشار الخاص للوزير الدكتور إبراهيم الزيد، فيما رأس جانب الأزهر وكيل شيخ الأزهر الدكتور عباس شومان، بحضور كل من مستشار شيخ الأزهر الدكتور محمد عبدالسلام، وأستاذ العقيدة والفلسفة في جامعة الأزهر الدكتور صلاح العدلي. وعبّر شومان بعد لقائه الوزير، واجتماع اللجنة، عن سعادته بزيارته المملكة، واصفاً العلاقات بين البلدين بالعلاقات التاريخية وأنها غير قابلة للاختراق من أي جهة أو من أي قوة، مشيراً إلى أن العلاقات بين الأزهر وعلماء المملكة علاقات هدفها خدمة قضايا الإسلام والمسلمين ولا يمكن أن تتأثر بأي حال من الأحوال لدى علماء الأزهر أو علماء المملكة؛ والعمل معاً لمصلحة الأمة. وأوضح أن المملكة لا توجد بقعة على الأرض إلا وفيها ما يدل على توجهها لخدمة الإسلام والمسلمين حيثما وجدوا، مؤكداً أنه لابد من تنسيق الجهود للعمل معاً لدعم هذا العمل لأن المرحلة شديدة الخطورة وهناك تربص بالإسلام والمسلمين، والدول الإسلامية، وقضايا الإسلام من قوى قريبة منا مع الأسف الشديد، ومن أعداء تاريخيين للأمة، منوهاً بتضافر وتعاون جهود الأزهر مع علماء المملكة التي ستكون حائط الصد حتى لا تؤثر هذه الهجمات على الإسلام والمسلمين. وأفاد أن في اللجنة برامج تتمحور حول كيف يمكن أن تصحح صورة الإسلام التي شُوهت كثيراً بفعل الجماعات الإرهابية، وكيف يمكن أن نحمي شبابنا، ورجالنا، ونساءنا من الانخداع بهذه الدعوات الهدامة، وسد الثغرات التي يحاول أن يتخلل ويتسلل من خلالها المغرضون للإيقاع بين علماء المسلمين في المملكة وفي الأزهر وفي غير ذلك من الدول، والعمل صفّاً واحداً. وحول دور المملكة في خدمة الإسلام والمسلمين، والنجاح الذي شهده موسم الحج الماضي، أوضح أن «جهود المملكة من العبث أن نتحدث عنها؛ لأنها تتحدث عن نفسها وتجدها حيثما ذهبت، وحيثما حللت، فليست بحاجة إلى حديث عنها، أما عن نجاح الحج فقد هنأْنا معالي الوزير بهذا النجاح غير المسبوق، وسررنا به كثيراً لا سيما أنه يُحزن من نريدهم أن يحزنوا بنجاح المملكة في تدبير أمور الحج، وأعتقد أنها رسالة واضحة ودليل قوي على قدرتها على تنظيم أمورها وتنظيم أمور الحج. أنا حضرت الحج هذا العام وحضرته قبل ذلك أكثر من مرة، وإن كان يسير في كل السنوات بقدرة وتنظيم كبيرين، ولكن هذا العام كان متميزاً بشكل ملحوظ للجميع، نهنئ المملكة على هذا النجاح الذي هو نجاح لجميع المسلمين، ولجميع محبي الحرمين الشريفين».