أكد عدد من العلماء بمصر أنّ إيران تستغل ما يحدث بالمملكة للتنديد والنواح به دولياً وخاصة ما وقع بمشعر منى، موضحين أنّ هدفها الأساسي من هذه الحملات المشينة والمغرضة، أن يكون لها يد في تنظيم موسم الحج. وقال الدكتور منصور مندور كبير الأئمة والمدير العام بوزارة الأوقاف المصرية في تصريح خاص ل(الجزيرة): لا يمكن إنكار أو تجاهل الدور الإيراني المتواصل في استغلال الأحداث الجارية في المملكة، ولا يمكن لأحد أن يضع اعتبارات لحسن النية فيما يدور من صراعات يحمل لواءها بعض الشيعة المغرضين الذين يسعون منذ وقت طويل لتكون لهم يد في تنظيم موسم الحج، فإيران لديها أحلام سياسية ودينية في إدارة موسم الحج ومن ثم فهي تستغل أي حادث يقع في الترويج لفكرتها ورغبتها في السيطرة على جموع المسلمين من خلال هذه الفريضة، وهي تعمل على إشاعة عجز المملكة وعدم قدرتها على إدارة موسم الحج لهذه الأغراض، ومن ثم فإنه ينبغي على جميع الأطراف تجنيب الحج الصراعات السياسية والمذهبية، طاعة لله تعالى وامتثالاً لقوله تعالى: {فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ}، وأوضح أن هذا التهييج الإعلامي يضر الإسلام والمسلمين في العالم قبل أن يخدم المصلحة المذهبية أو السياسية والتربص الإيراني بالمملكة، وتساءل الدكتور مندور هل يمكنك أن تتخيل موسم الحج بدون إيران كما كان الوضع ما بين عام 90 إلى 98 كيف يكون الحال؟ غالباً ما يشهد موسم الحج تجاوزات إيرانية يكون لها أثر سلبي على موسم الحج مثل: مراسم البراءة من المشركين التي هي ركن من أركان الحج عند الشيعة، وفيها تحويل موسم الحج إلى ساحة سياسية وصدامية بين الحجاج الإيرانيين وقوات الأمن، وسعي إيران لاستقطاب المسلمين الوافدين للحج من الدول العربية والإفريقية باسم المنح الدراسية أو العمل في إيران، أو توزيع مصاحف على المسلمين وقطع الطرق وإحداث تدافع للحجاج في أحيان كثيرة، مما يترتب على ذلك إحداث خلل في تنظيم الحج كما حدث في عام 1987م من عرقلة السير بسبب التظاهرات, ومحاولة اقتحام الحرم المكي وحادث نفق المعيصم سنة 1989، ومن المعلوم أنّ الفساد والإفساد ليس هناك أسهل منه والهدم أسرع من البناء, والمغرضون لا يألون جهداً في تحقيق مآربهم مهما كلفهم ذلك، ورحم الله القائل: ومن جانبه قال الدكتور السيد محمد الديب الأستاذ بجامعة الأزهر عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، في تصريح ل(الجزيرة) إن الذين يهاجمون السعودية فهم كارهون لدينهم وأوطانهم التي يعيشون بها، وليس لديهم من الأمانة والصدق ما يشهدون به على كل الأعمال والتجهيزات والاستعدادات، التي يجري العمل فيها، ليلاً ونهاراً، فضلاً عن أخذ كل السبل والوسائل لتأمين الحجيج، ولكن الله غالب على أمره، وأشار الدكتور الديب إلى أنّ حادث التدافع بمشعر منى أمر محزن، ولكن أن الكثير منه راجع إلى قلة الخبرة الحياتية ، من بعض الحجاج الذين وفدوا من بلاد كثيرة، دون أن تُقدم لهم التوعية المطلوبة في أوطانهم ، لما ينبغي أن يكون عليه الحال عند أداء المناسك، فضلاً عن الأعداد المتزايدة من حجاج الداخل والخارج وأعتقد أنّ الحال سيكون أفضل وأسلم بعد أخذ الاحتياطات للحذر من تكرار الحوادث التي شاهدناها وحزنا عليها. وأوضح الدكتور الديب أنه خلال زيارته للمملكة وحضوره فعاليات مؤتمر في الجامعة الإسلامية وزيارة مكةالمكرمة وكان جميع المرتحلين المعتمرين من خارج المملكة الذين لم تنقطع ألسنتهم عن التلبية والتكبير وكانوا مشغولين بتأكيد الشكر والثناء إلى أولي الأمر حفظهم الله جميعاً، ويقول: ولما دخلنا أم القرى وشاهدنا الحرم المكي كان الانبهار والإعجاب من الجميع بما يجري من تجديدات وتوسيعات ينهض بها ألوف المهندسين والعمال من جنسيات متنوعة، ولم توقف هذه الأعمال والإنشاءات مئات الألوف من المقيمين والوافدين عن أداء مناسكهم ، وسائر عبادتاهم في الصلاة والطواف والسعي، وفي سائر الخدمة الموجة إلى كل الرجال والنساء مؤكداً أنّ أولي الأمر في المملكة العربية السعودية الشقيقة لا يتأخرون عن أخذ السبل والوسائل ، للتجديد في الحرمين الشريفين، وإنفاق الأموال الطائلة على كل النشاطات القائمة والمتجددة. من جانبه أكد الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر رفض مؤسسة الأزهر للاتهامات المتسرعة، لافتاً إلى أنّ السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين تبذل سنوياً قصارى جهدها، لإنجاح موسم الحج، وأي اتهام لها بالتقصير كلام غير مقبول، ويتنافى مع الحقيقة والواقع الذي يراه ملايين الحجاج كل عام، وغير جائز توجيه الاتهام للسعودية. وطالب وكيل الأزهر الجميع بعدم التسرع في إصدار الأحكام قبل انتهاء التحقيقات، مؤكداً عدم جواز توجيه الاتهام للسعودية بأي حال من الأحوال، وتابع الأمين العام لهيئة كبار العلماء بمصر، أنّ الأزهر يقف بجانب السعودية في هذا الاختبار ويدعو جميع المسلمين بألا ينصتوا لأصحاب الأصوات الهدامة التي تتحين الفرص لاستغلال بعض الأحداث في غير صالح الأمة، وقال شومان إن الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، نعى باسم الأزهر ضحايا حجاج بيت الله الحرام، وقدم خالص العزاء وصادق المواساة إلى السعودية حكومة وشعباً، والأمة الإسلامية جمعاء، وإلى أُسر (الشهداء) من ضيوف الرحمن»، داعياً الله أن يتغمدهم بواسع رحمته، وأن يسكنهم فسيح جناته، وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل.