وسَّعت جماعة الحوثيين المتمركزة في شمال اليمن رقعة عملياتها العسكرية خلال الأيام الماضية في عدة مناطق مستهدِفةً قوات الجيش والأمن والقبائل. وتعد عملية اغتيال ضابط كبير في الجيش اليمني في مديرية حرف سفيان آخر عمليات الحوثيين، حيث قتلوا العقيد في القوات المسلحة، فهد نشوان الكليبي، مع مرافقيه الستة بعد رفضه تسليم سيارته وسلاحه لنقطة تابعة لهم في حرف سفيان. وقالت مصادر عسكرية ل «الشرق» إن الحوثيين أوقفوا العقيد الكليبي، وهو قائد كتيبة عسكرية في اللواء 103 في محافظة صعدة شمال اليمن، وطلبوا منه مقابلة قائد النقطة على بُعد نصف كيلو من الطريق العام في واقعةٍ كان القصد منها، بحسب المصادر، جر العقيد إلى الرفض لإيجاد مبرر لقتله. وينتمي العقيد الكليبي إلى واحدة من أكبر قبائل اليمن، وهي قبيلة الحدأ في محافظة ذمار (سبعون كيلو مترا جنوب صنعاء)، الأمر الذي قد يترتب عليه فتح الحوثيين جبهة حرب جديدة إضافة إلى جبهات الحروب المشتعلة مع خصومهم في حجة وصعدة وغيرها من المناطق. وفي العاصمة صنعاء، واصل أبناء محافظة حجة تظاهراتهم حيث اتجهوا لمنزل رئيس الجمهورية الجديد، عبد ربه منصور هادي، وطالبوا بوقف ما أسموه انتهاكات الحوثيين ضد أبناء مديريتي كشر وعاهم في محافظة حجة. وانتقد المتظاهرون غياب الدور الحكومي في إيقاف اعتداءات الحوثيين وتجبرهم على أبناء حجة، وبيَّنوا أن وتيرة الاعتداءات ترتفع في ظل ما أسموه تجاهل الدولة لما وصفوه بجرائم جماعة الحوثي وما تقوم به مليشياتهم من قتل وتشريد ونهب للمنازل. وطالب أبناء حجة المشاركون في المسيرة بضرورة رفع حصار الحوثيين عن مناطقهم ودعوا حكومة الوفاق الوطني واللجنة العسكرية إلى النزول الميداني لإحصاء الأضرار وتقديم الحوثيين ممن تورطوا في القتل إلى القضاء. وتشن جماعة الحوثي حربا شعواء منذ ثلاثة أشهر على قبائل محافظة حجة في إطار حملة توسع للاستحواذ على مناطق إلى جانب التي بحوزتهم بغرض تأسيس إقليم حوثي يكون منفذه البحري ميناء ميدي، كما يرى مراقبون سياسيون. وكانت منظمة «هود» لحقوق الإنسان أعلنت منطقة عاهم في مديرية كشر منطقة منكوبة نتيجة توسع الحروب واستمرارها منذ أشهر دون توقف بين الحوثيين وقبائل حجة مما أدى لتشريد آلاف الأسر وتوقف الحياة التجارية بسوق عاهم الذي يعد من أكبر أسواق اليمن. وحملت «هود» رئيس الجمهورية الجديد وحكومة الوفاق مسؤولية دستورية قانونية في إعادة فرض هيبة الدولة في هذه المناطق وإيقاف نزيف الدم اليمني وتوفير الأمن والسكينة والعيش الكريم لأبناء الشعب. وأكدت المنظمة أن أبناء مديريتي كشر ومستبأ يعيشون كارثة إنسانية حلت بآلاف الأسر حيث فقدت كثير منها عائلها أو بعض أفرادها مما اضطر من تبقى إلى النزوح عن قراهم ومناطقهم نتيجة الحرب المتواصلة منذ أشهر وسط حاجة ماسة لمساعدات انسانية. وقالت المنظمة في بيان لها إن معاناة المواطنين تزداد بتزايد ضحايا تلك الحرب التي وصفتها بالعبثية، حيث بلغ عدد الأسر النازحة ما يقرب من 5000 أسرة معظمهم من النساء والأطفال والعجزة والمعوقين الذين باتوا يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ولا يجدون ما يعيشون عليه. ودعت منظمة هود كافة الأطراف إلى سرعة وقف القتال والسماح للمنظمات الإنسانية بالوصول إلى المتضررين في القرى والمناطق المتضررة ومناطق النزوح وعدم المساس بحياة من وقعوا في الأسر.