فتح الحوثيون حرباً جديدة ضد مخالفيهم الإخوان المسلمين والسلفيين في محافظة “حجة”، إلى جانب الحرب التي يخوضونها في “صعدة” ضد السلفيين وفي “المحويت” ضد الإخوان بعد أن توقفت مواجهات الجوف بموجب اتفاق رعته قيادات في المعارضة العام الماضي وقضى بتسليم إدارة الجوف للإخوان مقابل إدارة الحوثيين إلى صعدة. وكشف مسؤول يمني محلي ل”الشرق” عن تحالف ثلاثي تم تشكيله بين الإخوان المسلمين “حزب الإصلاح ” والسلفيين “جماعة السنة” وقبائل محافظة حجة لمواجهة المد الحوثي في محافظة حجة بعد تجدد المواجهات بين الحوثيين ومناوئيهم في حجة خلال الأيام الماضية، بسبب خرق الحوثيين لهدنة كانوا طلبوها الشهر الماضي، بعد تكبدهم خسائر فادحة في حربهم مع الإخوان وقبائل المحافظة. وأضاف المصدر أن الحوثيين خسروا أكثر من 42 قتيلاً في المواجهات منذ اندلاعها الشهر الماضي كان آخرهم 13 قتلوا ليل الخميس والجمعة الماضية، في حين سقط 21 قتيلاً من الطرف الآخر المتمثل في قبائل حجة والإخوان المسلمين والسلفيين. وتبادل الطرفان الاتهامات بخرق الهدنة، لكن المصادر أكدت أن الحوثيين قتلوا قائداً ميدانياً من السلفيين كان قتل تسعة من مقاتليهم في معارك الشهر الماضي، الأمر الذي دفع الإخوان والسلفيين إلى شن حرب واسعة طردت الحوثيين من مراكز عديدة كانوا يسيطرون عليها في منطقة “عاهم” التي تعد مركزاً لخمس مديريات. وأشار المصدر إلى أن قائد المنطقة الشمالية الغربية اللواء علي محسن الأحمر يقوم بدور كبير في تشكيل التحالف المواجه للحوثيين في حجة، حيث تلقى الإخوان والسلفيون ومسلحو القبائل دعماً مادياً وعسكرياً من الأحمر خلال الأيام الماضية، ما رجح كفة التحالف المناهض للحوثيين وعمل على تراجعهم في جبهة القتال الدائر في منطقة أبودوار الواقعة بين مديريتي “كشر ومستبأ”. وقال مصدر أمني ل”الشرق” إن الحكومة ممثلة بقوات الأمن والجيش بعيدة عن الصراع الدائر ولم تقم بأي دور يذكر، واكتفت بدور المشاهد لعدم قدرتها على التدخل نتيجة حالة الانفلات الدائرة وسط المؤسسة العسكرية جراء الاحتجاجات، إضافة إلى عدم وجود “دعم كافٍ للدخول في المواجهات ضد الحوثيين” حسب تعبير المصدر. واستغل الحوثيون اندلاع الاحتجاجات ضد نظام الرئيس صالح مطلع العام الماضي، وعدم قدرته على مواجهتهم للتمدد في أكثر من محافظة يمنية من خلال السيطرة بالقوة العسكرية، على مناطق واسعة في محافظات (الجوف وحجة والمحويت) إضافة الى تواجدهم الرئيسي في صعدة وعمران وصنعاء ونشاط ملحوظ لهم في محافظة “ذمار”. وأعلن الإخوان المسلمون وحلفاؤهم العسكريون بقيادة علي محسن الأحمر، والقبليون بزعامة أولاد الشيخ الأحمر، حرباً على الحوثيين بدأت من محافظة الجوف عقب إسقاط الحوثيين لألوية عسكرية وأمنية في الجوف واستيلائهم على كل عتاد اللواء 115 مدرع العام الماضي، أثناء انشغال نظام صالح تحت وقع موجة احتجاجات واسعة في كل محافظات اليمن تطالب بإسقاطه. واستطاع الإخوان المسلمون حينها استرجاع كميات كبيرة من سلاح اللواء من حوزة الحوثيين لتدور معارك شرسة بين الطرفين سقط فيها عشرات القتلى والجرحى لتنتهي بوساطة قامت بها شخصيات في المعارضة قريبة من الطرفين، أفضت إلى تسليم إدارة المحافظة للإخوان مقابل إدارة الحوثيين لمحافظة صعدة التي كانت أول المحافظات التي سقطت من يد نظام صالح ويديرها الحوثيون بالكامل. بينما يرى مراقبون أن حرب الإخوان والحوثيين في طريقها إلى التوسع في أكثر من منطقة، نظراً للتباين الكبير بين الطرفين في النظر إلى ممكنات الحل السياسي للأزمة الحالية، ورؤية كل طرف لخيارت الحل استناداً إلى الارتباطات الإقليمية.