خرج الدكتور عبداللطيف بخاري أمس الأول وقال ما قال، وبخاري ليس لاعباً ولا رئيس ناد ولا إعلامياً أو كاتب مقال، بل هو أحد صانعي القرار في كرة القدم السعودية ومطلع على كثير من الأسرار في هذا المجال. بسبب هذه الصفة اكتسبت تغريدة بخاري تلك الأهمية وسار بها المغردون وتلقفتها وسائل الإعلام التي اتصلت بالدكتور بخاري على هاتفه النقال وها أنا وغيري نكتب عنها مقالا. أولاً يجب أن نتفق أن الدكتور بخاري رجل كامل الأهلية لم نجرب عليه كذباً ولم نعهد عليه اضطراباً في شخصيته، بالإضافة إلى هذا فهو أستاذ جامعي يحمل شهادة الدكتوراة في تخصصه، فضلاً عن كونه من أهل الحل والعقد في مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم، ويبقى أن نضيف إلى ذلك أن حسابه لم يكن مخترقاً بتأكيده على ذلك وأنه هو من كتب التغريدة، ومن هنا كان لزاماً على كل عاقل أن يتوقف عند هذه التغريدة وأن يحملها على محمل الجد وأن لا تكون كأي تغريدة قالها شخص آخر ومضى. رجل قانوني يحمل كل تلك الصفات أعلاه لايمكن أن يكون حديثه رأياً، ف»الشم» الذي تحدث عنه لا يمكن أن ينتج إلا عندما يكون هناك شيء يُشم، فلا يعقل أن أقول أنني أشم رائحة «الزفر» في سوق الأسماك وهذا رأيي ولكم رأيكم. رجال القانون أكثر الناس قرباً من المنطق والمنطق يقول إن الشم لا يحدث من العدم إلا في حالات من «الهلوسة»، التي يتخيل فيها الشخص أنه يرى ويسمع ويشم أشياء لا وجود لها في الحقيقة و«الشم» في هذه القضية لا يندرج تحت هذا النوع لأنه شم معنوي. أيضا المنطق والفهم السليم يقول إن مثل هذا الشم لا يحدث إلا بوجود مؤشرات ولو تحدث عنها الدكتور بخاري لأراح نفسه وأراحنا جميعاً من «الشمشمة». الاتحاد السعودي نفى ما ذكره بخاري مباشرة دون أي تحقيق ثم أحال الرجل إلى التحقيق، وكان حرياً بالاتحاد أن يتحقق مما شمه الرجل أولاً قبل أن يثبت أو ينفي ذلك، وأقول لهم من فضلكم «شمشموا» قبل أن تنفوا بهذه السرعة. الاتحاد ولجانه هم المتهمون ولا يستقيم التحقيق مع بخاري من قبل من اتهمهم وإلا فإن مقولة «فيك الخصامُ وأنت الخصمُ والحكمُ» خير ما يقال عن هذه الحادثة.. إذاً جهة التحقيق المستقلة والتحقيق الشفاف في هذه التغريدة هي من تحسم الجدل وكون هيئة الرياضة لا تملك الحق في التحقيق مع الاتحاد ولا تقديم ملف استرشادي كما في قضية المجزل كون الاتحاد هنا أحد الأطراف فهذا يدفعنا إلى التساؤل عن الغول والعنقاء ولجنة القيم والأخلاق. أيضاً في نظري أن رئيس الهلال أخذه الانفعال إلى حيث لا يريد هو ولا نحن، فحديثه لبرنامج أكشن يادوري حمل إسقاطات واتهامات بتآمر الاتحاد على ناديه وهو لا يختلف كثيراً عن حديث بخاري. حديث بخاري مس الاتحاد ولجانه وإن لم يذكرهم لكنه لم يمس الهلال رغم ورود اسمه فقد يرتب أعضاء محبون للهلال الحصول على البطولة دون أن يعلم أو يشارك النادي أو أحد منسوبيه، ولذلك فإنني كنت أرى إصدار بيان استنكاري والمطالبة بالتحقيق معه أجدى من رفع قضية ضده. الهلال طلب حكاماً أجانب لكامل مبارياته في الموسم على نفقته، وأتمنى أن يوافق الاتحاد استثنائيا على هذا الطلب، لأن الهلال من حقه أن يثبت إذا حصل على الدوري أنه بجهد إدارته وعرق لاعبيه لا «بترتيبات دنيئة» كما ذكر بخاري وسيكون هذا أفضل رد على التغريدة والاتهام.