شهدت مدينة الطفيلة جنوب الأردن خلال اليومين الماضيين تصعيداً أمنياً خطيراً، حيث اعتقل أول أمس عدد من نشطاء الحراك الشعبي في المدينة تمهيداً لإحالة عدد منهم إلى محكمة أمن الدولة بتهم من بينها إطالة اللسان على الملك. وطالت الاعتقالات عدداً من نشطاء اللجنة من بينهم الناطق باسمها سائد العوران. وكانت الطفيلة شهدت يوم الجمعة الماضي مسيرة صاخبة رغم موجة الثلوج، وهتافات عالية السقف وشعارات ضد النظام بشكل مباشر. وأمس قررت محكمة أمن الدولة توقيف النشطاء 14 يوماً على ذمة التحقيق بتهمتي إطالة اللسان على الملك والتجمهر غير المشروع. وجاء اعتقال النشطاء في خضم صدامات عنيفة شهدتها المدينة مساء الإثنين وقعت بين عاطلين عن العمل وقوات الدرك، وتخللها إطلاق نار وإحراق إطارات وحاويات نفايات، ليتم اعتقال اثنين من أعضاء الحراك ومن ثم اعتقال اثنين أول أمس. وأكد عضو لجنة أحرار الطفيلة سلمان المهايرة ل”الشرق” أن اللجنة لم تكن طرفاً في تلك المصادمات، بل إنها سعت للتهدئة، إلا أن موجة الاعتقالات جاءت على ما يبدو مستغلة تلك الأحداث لتصفية حسابات مع اللجنة التي تنظم مسيرات في المدينة منذ مايو الماضي. ولم يصدر عن الحكومة أي رد فعل، أو تصريح من الجهات الرسمية. وفي رد فعل على ذلك شهدت مدينة الطفيلة اجتماعاً عشائرياً حاشداً صدر عنه مواقف قوية وتهديدات للنظام، وطالب بإطلاق سراح المعتقلين، فيما تشير أجواء المدينة إلى احتقان شديد واحتمالات مفتوحة بتفجر أعمال عنف، خصوصاً مع قيام الأهالي بتنفيذ اعتصام مفتوح أمام مبنى المحافظة لليوم الثاني على التوالي، وسط وجود أمني كثيف. كما شهدت مدينتا الكرك والعاصمة عمان اعتصامين احتجاجيين على اعتقالات الطفيلة، نفذا أمام مبنى محافظة الكرك ومقر الحكومة الأردنية، فيما نفذ نشطاء في حي الطفايلة في عمان اعتصامين غاضبين ليومين على التوالي في حيهم رفعوا فيه شعارات ساخطة، وطالبوا بالإفراج عن المعتقلين. هذا وأصدرت عدد من الأحزاب والجماعات السياسية والشعبية بيانات أدانت فيه تلك الاعتقالات. إلى ذلك قال قائد حركة اليسار الاجتماعي خالد الكلالدة ل”الشرق”: هذه الاعتقالات تصعيد خطير وتقود البلاد إلى المجهول.