عادت المسيرات الاحتجاجية النهارية الى شوارع العاصمة الاردنية بعد انقطاع دام طيلة شهر رمضان، اذ انطلقت مسيرتان من امام الجامع الحسيني عقب صلاة الجمعة تحت شعار «جمعة الخبز والكرامة» الاولى دعت اليها جماعة «الاخوان المسلمين» وشارك فيها نحو 800 شخص، والثانية دعت اليها الحركات الشبابية اليسارية بمشاركة مئتي شخص. وشهدت المسيرتان مشادات، لكن المشاركين في النهاية اتحدوا في هتافاتهم ومطالبهم. ورفع المشاركون في المسيرة نعشاً كتب عليه «أسباب الوفاة... سكتة ضريبية»، ويافطات حملت عبارات «تسقط الحكومة المعينة القادمة... نريد مضامين اصلاحية لا شعارات دستورية»، و «المس بالنسيج الاجتماعي والوحدة الوطنية كفر»، و «نحن دعاة حقوق اصلاح ولسنا دعاة فتنة وتخريب»، و «اصلاح السياسات قبل تغيير الحكومات». كما اعلن المشاركون رفضهم التعديلات الدستورية، مطالبين بدولة مدنية ومحاسبة الفاسدين ومن باعوا مؤسسات الدولة وشركاتها واراضيها. وشارك حراك «أحرار الطفيلة» من حي الطفايلة في عمان في المسيرة، تأكيداً على الوقوف مع الحراك الشعبي الإصلاحي الرافض للتعديلات الدستورية ورفع الدعم عن المواد الأساسية. والتزم المشاركون الذين قدرت أعدادهم بالمئات بدعوة الائتلاف الشبابي برفع العلم الأردني. وقال المراقب العام ل «الاخوان المسلمين» الدكتور همام سعيد: «نؤكد على الاصلاح ونريد حكومة منتخبة لا يبدلها احد أيّاً كان، الا الشعب، ويريد الشعب ان يختار مجلس نوابه وأعيانه بنفسه، والشعب هو الذي يحل مجلس النواب، والشعب يحاسب الحكومة، ومطالبنا التعديلات الدستورية الحقيقية وليس التزويرية. نريد اصلاحاً حقيقياً جذرياً، ومصلحة الشعب تكمن في حكومة منتخبة، نريد اصلاحاً حقيقياً، فنحن نعبر عن حرية الشعب». وحذر الحكومة من «اللعب بقوت الشعب» بسبب ما قيل عن نية الحكومة رفع اسعار الخبز، وهو ما نفاه رئيس الوزراء معروف البخيت. ووجه رسالة الى النظام قال فيها: «كفانا انتظاراً. لم يعد الشعب يحتمل الانتظار والصبر طويلاً، رفعنا شعار اصلاح النظام وماذا يريد النظام بعد ذلك». ومن المرجح ان يبدأ مجلس النواب في مناقشة التعديلات الدستورية مثار الجدل الاربعاء. وفي المحافظات، خرجت مسيرتان في محافظة الكرك (135 كيلومتراً جنوب عمان)، الأولى في بلدة مؤتة طالب المواطنون فيها بفصل البلدة عن المزار، ويجمعهما لواء واحد، فيما نفذ اعضاء من الحراك الشبابي والشعبي اعتصاماً بعد صلاة الجمعة على دوار صلاح الدين أمام المسجد العمري وسط مدينة الكرك. ورفع المشاركون في الاعتصام شعارات مناوئة للحكومة ومطالبة بالإصلاح: «لا تغيير ولا تبديل الشعب هو الاصيل»، و «رجعوا خالد شاهين شكرا وين الملايين؟»، و «يا ابن ليبيا إجاك الدور الناتو بدو البترول»، و «يا ابن الكرك علّي الصوت صوت الحق ما بموت»، و «صوت ينادي بالحرية يحمينا من الحرامية»، و «كلمة حق صريحة وادي عربة فضيحة». كما خرج العشرات في محافظة الطفيلة مطالبين بالإصلاح تحت ذات شعار «الخبز والكرامة». وانطلقت المسيرة من أمام مسجد الطفيلة الكبير باتجاه دار المحافظة حيث رفع المشاركون فيها ارغفة الخبز تعبيراً منهم عن الاوضاع المعيشية السيئة التي وصل اليها المواطنون في الاردن. وأكد حراك الطفيلة على أن مسيرته سلمية، مع التركيز على أهمية الوحدة الوطنية وأن مطلبهم الإصلاح. وفي لواء ذيبان، انطلقت بعد الصلاة مسيرة حاشدة في «جمعة الخبز والكرامة» من مسجد ذيبان الكبير، وصولاً الى دوار ذيبان، طالب المشاركون فيها بإجراء تعديلات دستوريه حقيقية والكشف عن الفساد والمفسدين ومحاسبتهم ورفض الوطن البديل، قائلين: «يا عملاء اسرائيل، الاردن مش وطن بديل». وشهد الدوار إلقاء كلمات أكدت المطالبة بفك الارتباط، وان المشكلة «ليست مع الفلسطينيين لكن مع النظام»، كما أكدت الكلمات رفض ركوب موجة الحراك من أي جهة، مشددة على أن حراك ذيبان شعبي وليس حزبياً.