تجددت المسيرات الاسبوعية المطالبة برحيل الحكومة ومحاكمة الفاسدين، وانطلقت أمس مسيرة في لواء ذيبان في محافظة مأدبا (جنوب عمان) تندد بسياسات الحكومة وتطالب برحيل رئيس الوزراء معروف البخيت. وجاءت المسيرة ضمن الحراك الشعبي الذي ينفذ في الجنوب منذ اسابيع واتخذ هذه الجمعة مسمى «جمعة الإصرار» للمطالبة بإجراء إصلاحات سريعة ومكافحة حقيقية للفساد. وهتف المشاركون «زنقة زنقة دار دار ... والبخيت على الدار»، و«الفساد الفساد، بدنا نكافح هالفساد»، و«لا للخوف لا للخوف بعد اليوم ما في خوف»، و«من ذيبان لعمان شعب الاردن ما بنهان»، و«يا بخيت اسمع اسمع، شعب الاردن مش رح يركع»، و«زنقة زنقة دار دار، ذيبان بلد الاحرار»، و«ما في خوف ما في خوف بعد اليوم ما في خوف». وفي محافظة الطفيلة (جنوب) التي شهدت الاسبوع الماضي تراشقاً بالحجارة بين افراد الدرك والمواطنين خلال زيارة للعاهل الاردني الملك عبدالله الثاني للمدينة، انطلقت مسيرة عقب صلاة الجمعة من أمام المسجد الكبير وسط المدينة منددة بدور الاجهزة الحكومية ومتهمة اياها بأنها «جدار عازل بين الشعب والقائد». ورفع المشاركون لافتة تقول «إن اغتيال الحراك الشعبي ليس حلاً للأزمة»، وأخرى تقول «حكم الشعب يعني: قضاء مستقل، برلمان نزيه، حكومة منتخبة». وكانت الحكومة استجابت بعض مطالب الحراك الشعبي ونقلت غالبية المسؤولين الإداريين والأمنيين عقب احتجاجات شعبية ضدهم منذ خمسة اسابيع. وأصدر المشاركون في المسيرة بياناً أكدوا فيه ان «السياسات الرسمية حيال مكافحة الفساد في القضايا التي تحال على هيئة مكافحة الفساد «غير الشرعية تشير بما لا يقبل الشك إلى غياب الإرادة والقرار لمحاكمة من أفسدوا في البلاد وخرّبوا اقتصاده ونهبوا ثرواته». ورحب البيان ببعض ما خرجت به لجنة الحوار الوطني من توصيات، معتبراً بعضها تقدماً جيداً، خصوصاً إلغاء قانون الصوت الواحد وإلغاء الدوائر الوهمية، مؤكدين ضرورة إعادة النظر في القوائم النسبية. وفي حي الطفايلة في عمان، نفذ المئات من أبناء الحي اعتصاماً امام مسجد أبو بكر الصديق للتنديد بقرار منع ممثل «أحرار الطفيلة» من القاء كلمته امام الملك عبدالله الثاني الذي زار المدينة الاثنين الماضي. وأكد المشاركون على عدم جدية الحكومة بإجراء الإصلاحات الحقيقية ما أدى إلى انعدام الثقة الشعبية بتصريحات وإجراءات الحكومة التي تنادي بالإصلاح. وفي مدينة المفرق (شمال)، اعتصم نحو ألفي شخص من أبناء محافظة المفرق احتجاجاً على اختيار مدينتهم مكاناً لبناء مفاعل نووي لتوليد الطاقة الكهربائية. وهتف المعتصمون ضد وزير الطاقة والثروة المعدنية خالد طوقان الذي عهد اليه بملف بناء المفاعل النووي المزمع انشاؤه، على رغم أن الوزير اطلق تصريحات أمام نواب الخميس يؤكد أنه لم يُحدد بعد الموقع الذي سيتم تنفيذ المشروع فيه. وهتفوا: «الشعب يريد إسقاط طوقان»، و«الشعب يريد اجهاض المفاعل»، و«يكفينا اللي فينا ... المصفاة عندينا». وفي الكرك، نفذ الحراك الجنوبي فعاليات «جمعة الإصرار» حيث انطلقت من أمام مسجد المرج الكبير مسيرة بمشاركة 500 شخص هم ممثلو الحراك الشعبي والشبابي والنقابي والسياسي في محافظة الكرك. وأُقيم على هامش المسيرة مهرجان خطابي تحدث فيه اشخاص عدة انتقدوا اداء الحكومة وسياساتها وتراخيها عن القيام بالإصلاحات الوطنية المطلوبة، وطالبوا برحيلها وبرحيل مجلس النواب واجراء انتخابات نيابية مبكرة وفق قانون عصري توافقي يعتمد القائمة النسبية على مستوى الوطن أو على المستوى المناطقي. وهتف المشاركون في المسيرة «الشعب يريد اسقاط الفساد» و«اعتصام اعتصام حتى يصلح النظام»، و«هذي ارضك صلاح الدين مش اراضي الخوانين»، و«بدنا نحارب الفساد ملينا دور الشحاد». وفي مناطق الشمال، فشلت مجموعة من شبيبة حزب الوحدة الشعبية الذي خرج من رحم «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، في حض المصلين الخارجين من مسجد اربد الكبير وسط المدينة على الانضمام اليهم في مسيرة، وبقيت المشاركة مقصورة على عدد قليل من الشباب الذين طالبوا بإسقاط حكومة البخيت ومحاكمة الفاسدين وايقاف الفساد.