حفِلتَ قمة حلف شمال الأطلسي، التي بدأت أمس، بحزمة قراراتٍ ومواقف أُعلِنَت من مقر الانعقاد في العاصمة البولندية وارسو، بينما تنتهي اليوم اجتماعات قادة الدول المشارِكة. وأعلن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، قراراً بنشر ألف من جنود بلاده في بولندا في إطار "تعزيز المنطقة الشرقية" للحلف في مواجهة روسيا. في حين رأى الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، أن موسكو "ليست خصماً ولا تهديداً". في ذات السجال؛ رأى مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، بن رودس، أن استمرار ما اعتبره سلوكاً عدائياً روسياً سيدفع الحلف إلى الرد إضافةً إلى وجود أكبر في شرق أوروبا. بدوره؛ أكد الأمين العام لشمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، اعتزام الحلف إرسال 4 كتائب متعددة الجنسيات إلى بولندا ودول البلطيق بقيادة أمريكا وكندا وألمانيا وبريطانيا. وما أعلنه أوباما عن نشر ألف جندي أمريكي في بولندا مرتبط بهذه الخطة. ومهمة هذه الكتائب "ردع روسيا عن القيام بعملية تسلل"، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية. إلى ذلك؛ تولَّى حلف شمال الأطلسي، مع أول أيام قمته، قيادة منظومة الدرع الصاروخية التي أقامتها أمريكا في أوروبا. وكانت باريس حصلت على ضمانات مفادها أن المنظومة، التي تكلَّف بناؤها مليارات الدولارات، لن تكون تحت السيطرة المباشرة لواشنطن. في حين تقول موسكو إن الهدف من هذه المنظومة إضعاف الترسانة النووية الروسية، وهو اتهامٌ تنفيه واشنطن. وبطبيعة الحال؛ حضر موضوع خروج لندن من الاتحاد الأوروبي في القمة. وتعهد رئيس وزراء بريطانيا، ديفيد كاميرون، بأن تظل بلاده ملتزمة بالدفاع الأوروبي حتى بعد نتيجة استفتائها الأخير. وأبلغ كاميرون، الذي يغادر منصبه خلال أسابيع، الصحفيين بقوله "ما سأقوله هو أن بلادنا قد تكون في طريقها لترك الاتحاد، لكننا لن ندير ظهرنا للدفاع والأمن الأوروبيَّين".