يبدأ قادة الحلف الأطلسي في وارسو غداً، قمة من أهدافها تعزيز «الردع» في مواجهة روسيا، والتصدي لتحديات ملحة، بينها الإرهاب وأفغانستان وانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وأزمة الهجرة. واستبقت الولاياتالمتحدة القمة بتوقيع اتفاق يعزّز تعاونها العسكري مع جورجيا. القمة التي تُختتم السبت تكتسي بعداً رمزياً، إذ تُعقد في العاصمة البولندية، حيث وُقِّع عام 1955 «حلف وارسو» الذي شكّل رد الاتحاد السوفياتي على «الأطلسي» الذي أُسِّس في واشنطن عام 1949. وتُعقد القمة وسط تدابير أمنية مشددة، بعد هجمات نفذها تنظيم «داعش» في باريس وبروكسيل وإسطنبول، علماً أن السلطات البولندية وصفت القمة بأنها الأضخم في تاريخ «الأطلسي»، وستجمع 18 رئيساً و21 رئيس حكومة و41 وزير خارجية و39 وزير دفاع. وأُقيم جدار حديدي ارتفاعه متران، حول الملعب الوطني حيث ستُعقد اجتماعات الحلف. وقال الملحق الصحافي في السفارة الأميركية في وارسو إن البولنديين صمّموا غرفة في الملعب على شكل المكتب البيضوي في البيت الأبيض، احتفاءً بمشاركة الرئيس الأميركي باراك أوباما في القمة التي سيحضرها أيضاً قادة الاتحاد الأوروبي ودول شريكة، مثل جورجياوأوكرانيا وأفغانستان. وذكّر الأمين العام ل «الأطلسي» ينس ستولتنبرغ بأن القمة «تُعقد في فترة بالغة الأهمية لأمننا الذي يواجه تهديدات وتحديات آتية من كل مكان». أما السفير الأميركي لدى الحلف دوغلاس لوت، فلفت إلى أن «اهتمام الحلف عاد فجأة وفي شكل مباشر إلى حدودنا، وإلى مهمتنا الأساسية، الدفاع الجماعي». ويواجه الحلف منذ عام 2014 «حرباً باردة» متجددة مع روسيا، بعدما ضمّت شبه جزيرة القرم في أوكرانيا، ودعمت انفصاليين موالين لها شرق البلاد. لكن قادة «الأطلسي» يؤكدون أن قمة وارسو لن تشكّل عرضاً للقوة معادياً لموسكو، علماً أن مجلس «الأطلسي- روسيا» سيلتئم في 13 الشهر الجاري، بعد قمة وارسو. وسيستكمل الحلف في وارسو، «تعزيزاً عسكرياً يُعتبر سابقة منذ نهاية الحرب الباردة»، من خلال إصدار أمر بنشر 4 كتائب متعددة الجنسية في بولندا ودول البلطيق القلقة من روسيا. كما سيعلن إطلاق درع مضادة للصواريخ، بعد تدشين أول موقع لها في رومانيا في أيار (مايو) الماضي، في ما تعتبره موسكو «تهديداً» لأمنها. وندد الرئيس فلاديمير بوتين ب «توجّه معادٍ لروسيا يبديه الأطلسي»، مستدركاً أن الحلف «لن يحقق هدفه». وعشية وصوله إلى وارسو للمشاركة في قمة الحلف، وقّع وزير الخارجية الأميركي جون كيري ورئيس وزراء جورجيا جورجي كفيريكاشيفيلي في تبيليسي، مذكرة حول «تعزيز الدفاع والأمن والعلاقات بين الولاياتالمتحدةوجورجيا». وقال كيري: «شراكتنا قوية ولا تتزعزع. الشعب الجورجي اختار مستقبلاً أوروبياً أطلسياً، والولاياتالمتحدة تدعم هذا الهدف». وأعلنت الخارجية الأميركية أن المذكرة توسّع «التعاون في مجال الدفاع والأمن وبناء القدرات الدفاعية والعسكرية، والتعاون الأمني وتبادل المعلومات». ويسعى كيري، الذي سيزور أوكرانيا أيضاً قبل القمة، إلى طمأنة البلدين الخائفين من «تهديد» روسيا، علماً أن جورجيا خاضت حرباً وجيزة ضد روسيا عام 2008. وتسعى جورجيا، وهي جمهورية سوفياتية سابقة، إلى عضوية «الأطلسي»، لكن الأمر صعب، اذ تنتشر قوات روسية على أراضيها في إقليمَي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية الانفصاليَّين.