لا يمكن إغفال الدور الإيجابي الذي يلعبه الإعلام الاجتماعي على منصات التواصل، غير أنه لا يصادر هذه الإيجابية إلا بعض الممارسات السلبية التي تسهم في بث الشائعات والمعلومات المغلوطة والتقارير الخاطئة، بعيدًا عن الموضوعية التي تعتمدها الصحافة الاحترافية. الثورة الرقمية جعلت كل مواطن صحافيًا، وتحول من متلقٍ للخبر إلى مشاركٍ فيه، إلا أن كثيرين ينشرون ما لا يعرفون ويتكهنون بما لا يعلمون، حتى تشكلت غوغائية عرّضت أبرياء للخطر قبل أن تتضح الحقائق، إشكالية الإعلام الاجتماعي أنه يأتي مشحونًا بالعواطف، والانطباعات الشخصية المنكفئة على الذات. لم تخل هذه الصحافة كذلك من مسألة التوظيف السياسي، واستغلال بعض الدول المعادية لهذه المنصات للتأثير على الشعوب، ويظهر ذلك عبر محاولة خلق احتقان شعبي، والتقليل من المنجزات بواسطة معرفات وهمية، أو أقلام مأجورة، وإن كان مثل هذه التوجهات حمل تأثيراً في بعض الدول، فإن المملكة محصنة بوعي المواطن الذي دافع ونافح عن وطنه دون هوادة. ما ينبغي التنبه له هي محاولات بث الخلافات بين الشعوب من أطراف خارجية، عبر استغلال المعرفات الظلامية لتصريح إعلامي أو موقف سياسي أو حتى رأي عابر من شخصية عامة في بلد ما، وبالرغم من أن مثل هذا الجدل لا يعكس غالبًا العلاقات الرسمية بين الدول، بل يأتي انعكاساً لتراكمات اجتماعية واختلافات في وجهات النظر، إلا أنه يتم استغلال ذلك لخلق حالة من التوتر والجدل. وترصد المملكة مواقع التواصل عبر تشريعات صارمة ورقابة تقنية إعلامية، كما تسجل الجهات الحكومية حضورًا فاعلاً على منصات التواصل درءاً للشائعات لضمان سرعة الوصول إلى المعلومة، متألقة في سماء التواصل الاجتماعي، ومغردة بإنجازات سعودية تبهر العالم.