وارسو - أ ف ب - أشاد الرئيس الاميركي باراك اوباما خلال زيارته بولندا، المحطة الاخيرة ضمن جولته الاوروبية التي قادته سابقاً الى ارلندا وبريطانيا وفرنسا، «بازدهار الحرية والنمو الاقتصادي» في شرق اوروبا، معتبراً انها تشكل نموذجاً ل «الربيع العربي». وقال اوباما خلال قمة جمعته في وارسو مع قادة 12 دولة في المنطقة هم الى الرئيس البولندي برونيسلاف كوموروفسكي، رؤساء المانيا والنمسا وايطاليا وقادة دول البلطيق والبلقان: «نثق بقدرتنا على المشاركة في تعزيز ديموقراطياتكم وانظمتكم الاقتصادية، وان نكون شركاء حقيقيين لكم، لأننا نعتقد بأن ذلك مفيد للولايات المتحدة». وكان الرئيس الأميركي اشاد فور وصوله الى وارسو اول من امس، باليهود الذين ماتوا على يد المانيا النازية خلال انتفاضة وارسو عام 1943، ووضع اكليلاً من الورد امام نصب لتكريم ذكراهم. وأعلن كوموروفسكي في كلمة ان معظم البولنديين يقارنون «الربيع العربي» بربيع شعوب وامم منطقتنا بعد عام 1989، حين اعتبرت بلاده اول دولة في الكتلة السوفياتية تتخلص من الشيوعية من دون اراقة دماء، ما نقل العدوى الى المنطقة لاحقاً وصولاً الى انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991. وانضمت بولندا التي ستتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي في الاول من تموز (يوليو) المقبل، الى الحلف الاطلسي (ناتو) عام 1999، والى الاتحاد الاوروبي عام 2004. وأشار الرئيس الاستوني توماس هندريك ايلفيس الى ان تغيير السياسة وحده «لا يكفي لهزيمة الانظمة المستبدة والمتسلطة وتحقيق الديموقراطية، وقد شهدنا ذلك في اوروبا نفسها»، في مؤشر الى بيلاروسيا حيث حكم على اثنين من معارضي الرئيس الكسندر لوكاشينكو بالسجن الخميس الماضي. ووصف بين رودس المستشار الاعلامي للرئيس اوباما بيلاروسيا بأنها «الدولة الاكثر ازعاجاً في اوروبا على صعيد تراجع الديموقراطية». وتؤكد ليز شيروود راندال، مديرة الشؤون الاوروبية في مجلس الأمن القومي، ان الدول الشيوعية السابقة التي اختارت الديموقراطية في نهاية الحرب الباردة تملك تجربة كبيرة يمكن ان تتقاسمها مع الدول التي لم تحقق هذا الانتقال، مشيرة الى ان بولندا اختيرت لقيادة مساعدة بلدان مثل تونس في جهودها لبناء المؤسسات الديموقراطية الجديدة، وبات وزير خارجيتها رادوسلاف سيكورسكي اول وزير اوروبي يلتقي قادة المتمردين في بنغازي قبل اسبوعين. على صعيد آخر، شهدت زيارة اوباما ابرام اتفاق مع بولندا يسمح بتبديل مقاتلات اميركية من طراز «اف-16» وطائرات نقل من طراز «هيركوليس» من اجل تدريب طيارين بولنديين في مناورات مشتركة. ولم يشارك الزعيم التاريخي لنقابة التضامن الرئيس البولندي السابق ليش فاليسا، في لقاء مقرر امس مع الرئيس اوباما. وقال للتلفزيون الحكومي: «من الصعب ان نقول لصحافيين ما نرغب في قوله لرئيس قوة عظمى. لن تسنح لي فرصة التحدث اليه هذه المرة، ولن يعقد لقاء». وحرص أوباما أمس على طمأنة موسكو والبولنديين في شأن نيات واشنطن المتصلة بالدرع المضادة للصواريخ، وذلك في اليوم الثاني لزيارته وارسو. وقال أوباما في مؤتمر صحافي إثر لقائه الرئيس البولندي برونيسلاف كوموروفسكي إن «الدفاع المضاد للصواريخ هو مجال علينا أن نتعاون فيه مع الروس، لأننا نواجه أخطاراً مشتركة»، لكنه استدرك مضيفاً: «نعتبر أن من الأهمية بمكان أن يظل الحلف الأطلسي وحده مسؤولاً عن وسائل دفاعه الذاتية». ووافقت رومانيا وبولندا على أن تستضيف على أراضيهما بحلول عامي 2015 و2018 صواريخ اعتراضية من طراز «أس أم 3» في إطار مشروع الدرع الأميركية المضادة للصواريخ، ما أثار استياء روسيا التي اعتبرت ذلك تهديداً لأمنها. وطلبت موسكو المشاركة في المشروع المشترك للدرع المضادة للصواريخ مع الحلف الأطلسي والولايات المتحدة، ما أثار قلق الدول الشيوعية السابقة الأعضاء في الأطلسي.