لأن تكون قوياً بما يكفي يجب أن تؤمن بنفسك أولاً، وتكون قادراً على رؤية ذلك الجزء المشرق من حياتك بنظرة عنوانها «أستطيع تحقيق الأحلام»، وألا تكون كآلة موسيقية، يعزف عليها أولئك اليائسون من حلم الحياة، ليسطروا لحناً يُعجب مسامعهم، وتعيشه أنت لوحدك، لحن اليأس والاستسلام، لتخرج من عالم «صناعة الأحلام» إلى ظلال «الخضوع للفشل»، وقدرك أن تكون تابعاً لهم، غير مبال بقيمتك، تطوي صفحة آمالك بيدك. مازلت أتذكر أنه في أحد الأيام قال لي معلم مادة «العلوم» في المرحلة المتوسطة أنت طالب لا تصلح للدراسة، ويمكنك أن تقضي وقتك في «المطبخ» برفقة والدتك، فهو المكان الوحيد الذي يليق بك، ويمكن أن تقوم بطهي الطعام بدلاً من استنزاف الوقت في الذهاب إلى المدرسة والجلوس لساعات طويلة دون فائدة. أصابني إحباط شديد جداً، لا سيما ضحكات جميع الطلاب الذين سخروا مني، لقد اتهموني بالفشل مبكراً، وعدم القدرة على الفهم، ولكن تلك الكلمات لم تجعلني أسيراً لها، ولم أستسلم، لقد واجهت التحديات والمصاعب لأكون رجلاً طموحاً، يحمل حقيبة التفاؤل والأمل، ونسيان تلك الكلمات الجارحة، حتى جاء ذلك اليوم الذي أنهيت فيه سنوات الدراسة والتحقت بالجامعة، وأصبح أصدقائي يأتون لزيارتي في منزلي، لأعطيهم دروسا خصوصية في مادة «برمجة الكمبيوتر» التي كانت أصعب المواد في تخصص «البرمجيات» في ذلك الوقت. الاستسلام هو الموت البطيء، يقتل أحلام العاجزين الكسالى، ويبدي لك المخاوف والصعاب أمام قوة إرادتك، ويضع على عينيك غشاوة اليأس والإحباط. ويقف حاجزاً قوياً أمام إشراقة مستقبلك. تذكر دائماً، أن كل شيء يحدث في حياتك يعود إليك، تستطيع أن تجعل من الحلم حقيقة، وتؤمن بأن بعد الصبر يأتي الفرج، وأن خيالك قد يكون جزءاً من مستقبلك، وأن آلاف العظماء بدأوا بمحاولات فاشلة ولم يستسلموا. قدرنا أننا وُجدنا في هذا الكون الجميل لنضيء شمعة أمل نحيا بها. نبتكر ونكافح ونجتهد، ونقوم بعمل دؤوب، وإخلاص تام، ومحاولات شاقة، تقودنا إلى إنجازات تُحفر بها أسماؤنا بماء الذهب، وتُخلد ذكرانا على مدى سنوات لأجيال تصفق لنا بحرارة، لتحقيق إرادتنا وأحلامنا، ونكون من بين الذين تشرفوا بالدخول عبر بوابة «عظماء التاريخ».