هل تؤمن بالحظ .. هل يلعب الحظ دورا في حياتك .. هل أنت انسان محظوظ .. هل حالفك الحظ يوما ما .. هل أخرجك الحظ يوما من مأزق ما .. هل حقق الحظ لك فرصا ما في حياتك .. أم أنت عكس ذلك تماما .. هل قادك حظك الى طريق او نتيجة لم تكن تتمناها ؟! التفت حولك .. اطلق العنان لذاكرتك .. تذكر حالك هل ساندك الحظ في يوم ما .. هل تعرف اشخاصا كان الحظ سندهم أكثر من امكاناتهم الحقيقية .. هل أنت ممن ينتظرون الحظ عند مفترق كل طريق .. هل تجلس الساعات الطوال بانتظار أن يطرق الحظ بابك .. أو أن تتسلل ريحه من شباكك .. وهل تؤمن بالحظ أصلا ؟! كثيرون لعب الحظ دورا مهما في حياتهم .. كثيرون غير الحظ من مجرى حياتهم .. كثيرون حقق لهم الحظ ما لم يكونوا يتوقعون أو يحلمون .. وكثيرون عكس ذلك .. كان الحظ حجر عثرة في طريقهم !!. لا أؤمن بأن الحظ كلمة مجردة بلا معنى أو مفهوم أو دلالة .. ولا أرى أن مفهوم الحظ مستقل بذاته .. أظن أن الحظ يجب أن يكون متوافقا مع القدر وقريبا الى الصدفة .. وقد قيل في تعريف الحظ إنه النصيب ، وقال تعالى في سورة فصلت ( وما يلقّاها إلا الذين صبروا ، وما يلقّاها إلا ذو حظ عظيم ) ، قال ابن كثير ذو حظ عظيم أي نصيب وافر من السعادة في الدنيا والآخرة ، وهو ما أجمع عليه عموم المفسرين .. وقد تأكد ذلك في قوله تعالى في الحديث القدسي ( وعزتي وجلالي لأرزقن من لا حيلة له ، حتى يتعجب أصحاب الحيل ). كما ذكر الله في وصف حالة قارون في سورة القصص ( فخرج على قومه في زينته قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم ) .. أي أن له نصيبا وافرا من الدنيا. إذاً فحظك هو نصيبك من الدنيا .. وقديما قال أحد الشعراء البائسين : إن حظي كدقيق فوق شوك نثروه ثم قالوا لحفاة يوم ريح اجمعوه صعب الأمر عليهم ثم قالوا اتركوه إن من أشقاه ربي كيف أنتم تسعدوه !! هناك من بني البشر من هو مفتون بقراءة الطالع ومعرفة البخت وقراءة الكف والفنجان والجبين والتاروت وكشف الودع وكافة الخزعبلات والألاعيب الدجلية .. وهناك من يتفنون بايهام الناس بحقيقة تلك الخدع وجديتها .. ويسترزقون من ورائها الكثير .. ولا تكاد اليوم تخلو صحيفة أو مجلة أو قناة تلفزيونية من صفحات وبرامج لها علاقة بهذه الخزعبلات المتعلقة بالحظ والطالع .. وهي أكاذيب في أكاذيب .. وتحمل ألاعيب لا يمكن تخيلها .. وقد كتب أحد رؤساء التحرير في مذكراته .. إن صفحة الطالع والابراج التي كنا ننشرها يوميا وكان القراء مفتونين بما يرد فيها .. لم تكن سوى خزعبلات نكلف بعض المحررين بين حين وآخر بتأليفها .. وأنا شخصيا ساهمت بكتابة الكثير منها !!. يجب على الإنسان أن لا يقع فريسة لوهم الحظ الذي يظل سنوات طويلة بانتظار أن يصيبه جزء منه .. فالانسان يحقق ذاته بنفسه وليس بفعل الحظ .. والحظ لا يأتى للكسالى أو البائسين أو اليائسين .. فمن لا يأتيه الحظ يجب أن لا يستسلم لليأس .. فاليأس قد يقود الى ما لا تحمد عقباه من الاحباط والكسل والتهاون .. الحظ في الحقيقة هو أن يأتيك ما قدره الله لك من خير أو شر .. في الوقت المناسب أو غير المناسب .. فإما أن يأتيك الحظ بالخير في وقت تكون بأمس الحاجة الى ذلك الخير .. وإما أن يقدر الله لك ما دون ذلك فيأتيك حظك بما لا تتمنى في الوقت الذي لا تكون بأمس الحاجة الى غير ذلك الحظ .. وقديما قالوا ( إذا دخل الحظ دارك .. أغلق الباب عليه ). هل أنت ممن ينتظرون الحظ أن يطرق بابهم .. أم أنك مثلي تؤمن بأن الحظ يأتي لمن يعمل ويتحرك ويسعى .. وأن سهام الحظ لا تصيب الكسالى .. لكن الحيويين والفاعلين هم الذين يتحركون باتجاه تلك السهام .. أو قد تكون مثلي أيضا ممن لا ينتظرون الحظ أو يحتاجون اليه لأنك قادر على تحقيق النجاح بالجد والعمل والاجتهاد والمثابرة .. وأن الحظ ما هو الى وسيلة مساعدة لمزيد من النجاح فقط .. ولا أخفي عليكم أيضا بأنني من الذين لعب الحظ دورا كبيرا وايجابيا في حياتهم .. اتمنى لكم حظا مماثلا .. ودمتم سالمين.