النجاح هو التعامل مع الإخفاق والتنقل من فشل لآخر بعزيمة وإصرار على التغلب عليه. فأولئك الذين يتخذون النجاح لهم كفكرة مجردة من الكفاح، قاحلة خالية من الاستمرار والمحاولة لابد أن ينطلقوا؛ لأن الوقت مازال مبكرا. نعم، انطلقوا اليوم، بل من تلك اللحظة الحية؛ أحلامكم في انتظاركم؛ لأن النجاح يريد أن يحتضنكم، حتى وإن سقطتم؛ حيث إن السقوط بداية النجاح كما أن المكوث على بقعة السقوط يعني الفشل، يقول باولو كويلو "لا يغرق المرء لأنه سقط في النهر، بل لبقائه مغمورا تحت سطح الماء". اصقل موهبتك الفطرية التي وهبك الله إياها؛ لأن الصقل من يبرزها. لا تتفوه بعبارات سلبية تنتقص من قيمة ذاتك ومن ثم يترجمها عقلك الباطن بإعاقة إنجازك وربما شلّه، وختاما في الخلود في الفشل الذي أقنعت به ذاتك بطريقة نفسانية. أنت ناجح إذا كنت تؤمن بذاتك، وفاشل إذا أقنعت شخصك بالفشل؛ لذا أغدق على نفسك بأفكار إيجابية لا التسلطية على نجاحك. دع شعارك نحو النجاح "لا للاستسلام، فأنا قادر" فالاستسلام بداية الفشل ودمار المستقبل بعد ارتكابه جريمة قتل الحاضر، فأولئك الذين يستسلمون لهواجسهم ويقنعون أنفسهم بالفشل حتى يصيبوا أنفسهم بداء جلد الذات نجدهم يبتعدون عن النجاح. النجاح يحتاج إلى أشخاص أقوياء لا يبالون لعثرات، العتب سواء عتب الآخرين أو عتب الإنسان لنفسه إن لم يُحيِ الأمل ويزيد من الرغبة في النجاح، لا يثبطها فيحللها إلى استسلام واحتضار. الجبناء وحدهم من يحتقرون مواهبهم المكنونة بعوامل مهيأة في صعود الذات الناتج من الإنجاز بعد الصقل. الجبناء وحدهم يستسلمون ويظلون في لوم أنفسهم دون جدوى، فاللوم يولد الاستسلام الذي ينتج الإخفاق حتى وإن كنت تشعر بالحزن لاستسلامك أو بداية فشلك، فهذا لا يعني بأنك جبان!. نعم فإن كنت لا تلوم ذاتك كي تبقى، إن كنت لم تبكِ كي تستمر، إن كنت لم تحارب أفكارك السلبية كي تحرر الإيجابية منها، فأنت جبان لا محال. كإنسان واعٍ، ركز على نقاط قوتك لا على ضعفها. اسأل نفسك، ما الذي يميز الناجحون؟! غير وجود الإصرار والمكوث في العزيمة. الناجحين لا يستسلمون لضيق الوقت؛ لأن الرغبة القوية التي تسكنهم قادرة على خلق الوقت الإضافي لهم. الناجحون لا يستسلمون لهواجس سلبية؛ لأن الهواجس بمنزلة جرس الإنذار الذاتي عن احتضار النجاح. الناجحون لا يستسلمون لكلمات جارحة أو نظرات ناقدة؛ لأن رغبتهم في النجاح أشغلتهم وأبعدتهم عن مبالاة هذا النوع من الكلمات أو النظرات التي لا تدل إلا على الجهل والفشل. الدوافع القوية التي تسكن الناجحين، دوافع تلون الجوانب السلبية لتصاحب الإيجابية فيتحدون ويفجرون الطاقة الداخلية كي تترجم إنجازاتهم. هم نجحوا حين طمسوا الجوانب السلبية وأعموا عيونهم فقط عن الإبصار لما قد لا يجلب سوى الإخفاق. الناجحون هم الذين يعيشون بروح الأطفال في فرحة النجاح ووعي الكبار في اتخاذ القرارات وفكر الحكماء في محاولة الاستمرار؛ لأنهم يدركون بأن الفشل سيلحق الضرر بهم ويصيبهم بتقشف الآمال والأحلام. هم ناجحون لأنهم يدركون بأن النجاح ليس مجرد فكرة بل هو عمل وكفاح. هم ناجحون لأنهم صنعوا النجاح؛ العظماء والعلماء لم يصنعهم النجاح بل هم من صنعوه؛ مُتَحَدِّين الوقت، عازمين على التقدم والتطور، مدركين قيمة ذواتهم وقدرتهم. لابد من تحدي الظروف الصعبة وإيجاد وقت في ذروة الانشغال والعمل ليلاً ونهاراً بيدك كان أو قدمك، ولا بأس في الاثنين معا؛ لتنجز وتنجح. ستنجح طالما أن العثرات علمتك وأبصرت عيناك وحققت النجاح، فلا بأس أن تفشل في البداية كي تنجح، فكما ذكرت في البداية أن النجاح هو التنقل من فشل إلى فشل ولكن بإصرار وعزيمة على ركله والتعلم منه. أنت قادر على النجاح وعلى استنشاق رائحة بذوره الفواحة حين تكون قادراً على إزالة ستار الإحباط المسدول أمامك والحاجز لأحلامك، هيا انطلق وذكّر شخصك حين تتعثر بأنك "ستفشل؛ لتنجح" ليس لتفشل للأبد.