اصبحت مغريات الحياة لدينا كثيرة وصعبة في ان يصل اليها شخص ما بسهولة فتجده في صراع وفي تحد دائم بينه وبين كيفية الحصول عليها، فيبدأ حياته بخوضها كمغامرة يجب ان يكون فيها القائد المنتصر دائما. حينها يقرر في هذه الحياة المخيفة التحدي بان يصل الى ما يريد وبأي طريقة كانت فتجده متحمسا في بداية مشواره لكن بمجرد تعرضه لاول تيار قوي يقف امامه عاجزا عن مواجهته يبدأ لديه احساس بالهزيمة والضعف امام طموحه، فعندما نقوي من عزيمتنا ونقهر الظروف القاسية بلاشك نستطيع ان نبني حياتنا وانفسنا فكم من شاب فقد روح الشباب لديه وتخليه عن امل وحلم حياته لمجرد انه فشل في بداية طريقه، الحياة هنا لا ترحم الضعفاء ولا ترحم من يفشل فلتكن اقوى لتجد امامك طريقا مستنيرا ليس عليك سوى الاختيار الصحيح لبناء مستقبل باهر. ايضا الحياة لها متطلبات من الانسان فهي تحتاج الى كم هائل من المجهود والتضحية والاهم قوة الايمان التي تستمد منها قوتك للصمود امامها ولا ننس حق انفسنا علينا ولنعمل بما قاله الكاتب الكندي ستيفن ليكوك ان قيمة الحياة في ان نحياها ونحيا كل ساعة فيها فلماذا لا نلبس كل حال رداءه فنعمل كالنحلة وقت العمل، ونسترخي كمهرجات الهنود الذي تتهادى مراوح ريش النعام بالهواء الرقيق على وجوههم وقت الراحة، ونضحك بجرأة عندما نجد ما يبهجنا ونبكي بلا حياء حينما تؤلمنا اشواك الحياة ونتعامل مع الاخرين بنفسية الطفل الذي يحب ولا يكره ففي هذه الوصفة تجد ان لحياتك قيمة ومعنى جميلا وستراها ايضا بسيطة جدا عندئذ ستعيش متعة حقيقية في تحقيق طموحك مهما بلغت من العمر الكثير، فكثيرا منا يعتقد ان بلوغ الانسان سنا معينة يتحتم عليه التخلي عن طموحه، فكم من شيخ يعيش عمر الشباب لانه يحمل قلبا ينبض بالحيوية والامل فتعلق بالحياة واصبح يعطيها مثلما تعطيه بعكس ذلك الشاب الذي استسلم منذ البداية لعدم قدرته على تحمل عقبات طموحه وآمن بصعوبتها وبعجزه عن مواجهتها فتراه كشيخ كهل لم يعد يقوى على تحمل اي شي سوى عصا اتكأ عليها ليحملها عبء بقية حياته. فمهما كان عمرك ايها الشاب إذا امتلكت الارادة والقوة والخيال والشجاعة تأكد انك ستتغلب على الوهن ولن يدركك ابدا، لكنك ستكون بحاجة الى حكمة الشيوخ بقدر ما يحتاجه الشيخ لقدرة الشباب وكلاهما يتطلع الى ما يحتاجه الاخر. فتستطيع ان تعيش شابا بقلبك وفكره إذا تجنبت القلق والشك في قدرتك والاحساس باليأس من اليوم، والخوف من الغد وجعلت لنفسك ولمن حولك هدفا تسعى اليه في حياتك فتذكر دائما ان الله تعالى قد ميزك عن غيرك من مخلوقاته فهذه نعمة تجعلك تثق بربك وبنفسك وقوة ارادتك التي تجعلك تثبت وجودك، فكلما شعرت بان لديك مهام تؤديها لاسعاد نفسك واسعاد البشرية تكون بذلك قد حققت طموحك الشارد الذي طالما حلمت بتحقيقه. @@ امل الحبابي