شدد وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ على أن العالم أجمع بحاجة ماسة إلى تأصيل، المفاهيم الإسلامية النبيلة في وقت تتعالى فيه صيحات صدام الحضارات بدلا من تلاحمها وتعارفها من المتطرفين من الجانبين الغربي والإسلامي، مؤكداً الدور المهم الذي قامت وتقوم به المؤسسات الدينية في المملكة في محاربة الإرهاب والتطرف. وأشار الوزير إلى حرص الدين الإسلامي على الدعوة للسلام والتعايش بين مختلف الشعوب والحضارات. وأبان أن الشعوب في التأريخ الإسلامي كانت تسلم طواعية، ومن رفض فإنه يعيش على دينه، مبيناً أنه حتى اليوم يوجد عدد من أتباع الديانات في البلاد التي فتحها المسلمون منذ أكثر من أربعة عشر قرنا في الشام والعراق ومصر وإيران وشمال أفريقيا وفي الهند والأندلس وقد اعترف الفتح الإسلامي بالآخر ولم يرغم أحدا على الدخول فيه، وفي ظل الإسلام نالوا من الحقوق والحظوة والمكانة الاجتماعية والسياسية ما لا ينكره أحد منهم. جاء ذلك في كلمة وجهها إلى المشاركين في ندوة «التسامح في الإسلام والتعايش بين أتباع الأديان» المقامة حالياً بجامعة بولونيا في إيطاليا، ألقاها نيابة عنه مستشاره والمشرف التنفيذي على برنامج التبادل المعرفي بالوزارة الدكتور عبد الله بن فهد اللحيدان. وأوضح أن المسلمين لم يحاولوا استغلال حاجات الفقراء من أتباع الديانات الأخرى لإجبارهم على الإسلام. ولفت إلى أن تعدد الثقافات الإنسانية واختلاف الناس أمر من مقاصد الخلق، إذ أن الاختلاف لا يؤدي إلى الاقتتال إذ ليس عدم الدخول في الإسلام مبيحاً لقتل غير المسلم أو المخالف من المسلمين وإزهاق روحه، أما التنوع في الأعراق والألوان واللغات فهو للتعارف وتبادل الأفكار والخبرات التي تطورها أنماط الحياة المختلفة . وأضاف قائلاً : لقد أصبحت الثقافة الإسلامية غنية بفعل الاحتكاك بالشعوب الأخرى وتبادل الأفكار معها وأخذ ما عندها من الحق. وأبان أن التسامح لا يعني الضعف والمداهنة التي تغطي على الخلافات وتعمل على ترميمها ظاهريا وتلفق موقف اتفاق زائف، مبينا أن التسامح يعنى الاعتراف بالاختلاف ولكنه يمنع هذا الاختلاف من التطور إلى محاولات الإلغاء ويؤدي قبوله إلى التعايش السلمي المشترك.