أكد معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبد العزيز بن محمد آل الشيخ حرص الدين الإسلامي على الدعوة للسلام والتعايش بين مختلف الشعوب والحضارات، وقال : إن الله خلق آدم أبا البشر بيده، ونفخ فيه من روحه، وأمر الملائكة بالسجود له، وخلق له زوجا من نفسه، وجعل بينهما مودة ورحمة، وبما أن الإنسان له هذه المكانة العالية فإن روحه وحياته محل اهتمام عالٍ، فمن قتل نفسا بغير حق أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا، وكذلك فإن من أزهق روحا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها. وأبان معاليه أن الشعوب في التأريخ الإسلامي كانت تسلم طواعية ، ومن رفض فإنه يعيش على دينه. مبيناً أنه حتى اليوم يوجد عدد من أتباع الديانات في البلاد التي فتحها المسلمون منذ أكثر من أربعة عشر قرنا في الشام والعراق ومصر وإيران وشمال أفريقيا وفي الهند والأندلس وقد اعترف الفتح الإسلامي بالآخر ولم يرغم أحدا على الدخول فيه، وفي ظل الإسلام نالوا من الحقوق والحظوة والمكانة الاجتماعية والسياسية ما لا ينكره أحد منهم. جاء ذلك في كلمة وجهها معاليه إلى المشاركين في ندوة " التسامح في الإسلام والتعايش بين أتباع الأديان " المقامة حالياً بجامعة بولونيا في إيطاليا، ألقاها نيابة عنه مستشار معالي الوزير والمشرف التنفيذي على برنامج التبادل المعرفي بالوزارة الدكتور عبد الله بن فهد اللحيدان. واستطرد معاليه قائلا : إن تكريم الإسلام للإنسان بصفته إنسانا وبصرف النظر عن لونه ودينه وعرقه أدى إلى احترام حقوق هذا الإنسان، ومن أهمها: صفة الحياة والملكية والسعادة، وقد جاء ذكر هذه الحقوق في أثر: (من آذى ذميا فأنا خصمه ومن كنت خصمه خصمته يوم القيامة)، مبيناً أن ضمان هذه الحقوق في القرآن الكريم والسنة النبوية تضمن عدم تبديلها وتعديلها وجعل أي تعديل أو تبديل لها لاغياً وغير شرعي. وأوضح معاليه أن المسلمين لم يحاولوا استغلال حاجات الفقراء من أتباع الديانات الأخرى لإجبارهم على الإسلام وهنا بعض الشواهد على ذلك ، كتب خالد بن الوليد في عقده للصلح مع أهل الحيرة وكانوا من النصارى (أيما شيخ ضعف عن العمل أو أصابته آفة من الآفات أو كان غنياً فافتقر وصار أهل دينه يتصدقون عليه طرحت جزيته وعِيلَ من بيت مال المسلمين هو وعيالُه)، واستمر هذا ديدن الخلفاء في الإسلام، حتى خلافة عمر بن عبدالعزيز - رحمه الله - الذي كتب إلى عدي بن أرطاة: (انظر من قبلك من أهل الذمة قد كبرت سنه وضعفت قوته وولت عنها لمكاسب فأجرِ عليه من بيت مال المسلمين ما يصلحه). // يتبع // 16:44 ت م تغريد