كما أن للجسد لغته وللعيون لغتها؛ فللمصافحة حديثها – وقد سبق وكتبت مقالة عن هذ الجوانب – .. ولعل ما دعاني للعودة لذلك حديث مع أحد مدربي تطوير الذات، إضافة إلى عرض صورة لسمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يصافح مسؤولا أمريكيا ويده تعتلي يد المسؤول الأمريكي في تأكيد على القوة كما حللت وسائل الإعلام ذلك.. من هنا تم استدراك ما لم يذكر من حديث الأيادي ومنها: أن المصافحة الباردة بصفة مستمرة دليل على ضعف في الشخصية، وقد يأتي من يقول إن المصافحة الباردة قد تكون من كبر وغطرسة، فله نقول ومن قال: إن الغطرسة والكبر قوة في الشخصية لا ضعفا!! ومن ذلك؛ أن التأرجح المستمر بين المصافحة الباردة والمصافحة الحارة دليل تأرجح مستمر في المشاعر القلبية (حب- كراهية- صراع النفس) أو تبدل مستمر في القناعات العقلية؛ مثل التبعية والانقياد لآراء وأفكارالآخرين.. وعدم الاستقلالية الفكرية التي تجعله يشكل موقفا أو رأيا ثابتا في الشخصية المقابلة وبالتالي يتبدل احتفاء وانكفاء بين عشية وضحاها. ولنتذكر أن قدوتنا المصطفى صلى الله عليه وسلم كان إذا صافح رجلا لا ينزع يده حتى ينزع الرجل يده ولعل في ذلك تأكيداً على أهمية مراعاة آداب المصافحة كنوع من الاتصال المؤثر!! مصافحة شعرية للشاعر إبراهيم ناجي: منادٍ ضمّ روحينا ** أهاب بنا فلبّينا كأنا إِذ تصافحنا ** تعانقنا بكفينا