عقد أطراف النزاع الليبي أمس اجتماع عمل مشترك في المغرب، ضم جميع المشاركين في الحوار السياسي في إطار جولة جديدة من المحادثات بدأت الجمعة برعاية الأممالمتحدة سعياً إلى التوافق على تشكيل حكومة وحدة وطنية. ونظّمت البعثة الأممية في ليبيا هذا الاجتماع الذي ضم ممثلي برلمان طبرق المعترف به دولياً، وممثلي المؤتمر الوطني العام (برلمان طرابلس) إضافة إلى ممثلين للمجتمع المدني ومستقلين. وقال محمد صالح المخزوم عن المؤتمر الوطني العام للصحفيين «جلسة اليوم كانت جلسة تفاؤلية فيها كثير من التقارب في وجهات النظر، وبذلت الأممالمتحدة جهوداً كبيرة للتقريب، بيننا فيما يخص الملاحظات على المسودة»، في إشارة إلى مشروع الاتفاق الرابع الذي عرضته البعثة الأممية على الوفود. من جانبه قال النائب أبو بكر بعيرة العضو في برلمان طبرق «هناك بشكل عام توافق على أغلب القضايا. سيلخص هذا الاجتماع في بيان تصدره الأممالمتحدة مساء اليوم، ثم ستصدر وثيقة مكتوبة تحاول أن تقرّب وجهات النظر المختلفة على أن يتم التوقيع عليها بالأحرف الأولى من جميع الأطراف بعد أن تدرس». وأوضح توفيق الشهيبي عن المؤتمر الوطني العام أنه بعد توقيع الوثيقة «سيعود الكل إلى قواعده من أجل أن يأخذ الموافقة النهائية، ثم نعود لنبدأ العمل في الملاحق واحداً تلو الآخر، ونتمنى أن نتمّها خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع على أبعد حد، لكن المهم أن يتم التوافق نهائياً على المسودة». وكان الوسيط الأممي برناردينو ليون خاطب أطراف النزاع الليبي الذين اجتمعوا إلى مائدة إفطار رمضاني مساء السبت في منتجع الصخيرات المغربي «ما سيتحقق هذه المرة سيكون حلاً نهائياً، وحتى لو بدا الأمر صعباً لكني متأكد أنه سيكون الحل الصائب». وفي ليبيا الغارقة في الفوضى منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في 2011، برلمانان وحكومتان واحدة في طرابلس والثانية في طبرق معترف بها دولياً. ويتنازع الطرفان السلطة وتدور في عديد من المدن والبلدات مواجهات خلفت مئات القتلى منذ يوليو 2014. وسبق أن شهد منتجع الصخيرات في شمال غرب المغرب خمس جولات من التفاوض بين أطراف النزاع الليبي منذ بداية العام.