حين يحرجك طفل صغير بسؤال كبير والأطفال كعادتهم يبحثون عن أكثر الأسئلة التي يصعب شرحها لهم ويتساءلون حولها، أين الله؟ وما هي كيفيته؟ ولماذا خُلقنا؟ وأين يذهب الأموات؟ والجنة والنار؟ وقد تتشعب أسئلتهم إلى أبعد من ذلك، لتشمل تفاصيل الأمور ومجمل الحياة. قد يصعب على بعض الأهل الإجابة على أسئلة الأطفال فيتهربون بالصمت، أو توبيخ الطفل الذي بدأ بالتفكير والسؤال عما حوله، ويلجأ بعضهم للإجابات العشوائية التي قد تجعل الطفل في حيرة أكبر حين لا تصيب الإجابات المقدمة من الأهل ما أراد أن يستفسر عنه، أو أن يفهمه بشكل واضح، فيزيد ذلك من قلقه، لأنه لم يسأل إلا عندما سيطر السؤال على فكره، وبات يقلقه. لم يعد من الصعب الإجابة على أسئلة الأطفال المباغتة وغير المنتظرة، لأن -جوجل- موجود ولأن البحث عن طرق الإجابة على هذه الاسئلة بات متوفراً وفورياً، ولا داعي لتفادي أسئلة الطفل، أو حتى التأخر في إعطائه المعلومة التي يحتاجها، لكن قبل ذلك لابد من التأكد من صحة المواقع التي يبحث فيها الأهل. يكون الأمر أكثر أماناً حين يلجأ الطفل لأهله للإجابة عن أسئلته، وأفضل من أن يتجه ويلجأ للآخرين من أصدقائه الذين لا يملكون الوعي والفهم، ويضللون بعضهم بعضاً بإجاباتهم المملوءة بالخيال، والخطأ. على الأهل أيضاً ألا يستغربوا أولاً أسئلة أطفالهم غير المتوقعة، لأن النفس مجبولة على حب الاستطلاع والتساؤل عن كل ما هو مجهول، بل يجب على الأهل احتواء أبنائهم، وسماع كل ما يدور في أذهانهم، وطريقة تفكيرهم، ونظرتهم للأمور، حتى يتم تصحيح كل المعتقدات والأمور الغامضة في داخله، وإعطاؤه الثقة بالنفس التي يحتاج إليها، وتعزيز أسئلته بالأدلة، وتنمية الحوار لديه من خلال الحديث عن منشأ ومصدر هذه الأسئلة، والبحث عن أي مصدر قدم له هذه الأفكار في بعض الأحيان، لتفاديها إن كانت من مصدر خارجي، ومن الأفضل أن يشبع الأهل أبناءهم بتعليمهم الأمور الأساسية في الحياة، التي قد تنبع منها هذه الأسئلة المشروعة التي يحق لهم التساؤل عنها، حتى يستطيعوا أن يدركوا الأمور ويفهموها بالشكل الصحيح.