عقدت الحكومة التركية اجتماعاً طارئاً أمس بعد أن فشل حزب العدالة والتنمية في الفوز بأغلبية في الانتخابات البرلمانية التي جرت الأحد فيما وجه ضربة قوية لحلم الرئيس طيب أردوغان في تعزيز سلطاته. وقال نعمان كورتولموش نائب رئيس الوزراء التركي للصحفيين بعدالاجتماع إن الخيار الأول لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا هو محاولة تشكيل حكومة ائتلافية بعد أن خسر الأغلبية البرلمانية لكن احتمال إجراء انتخابات مبكرة مطروح إذا فشل في تنفيذ ذلك. وقال كورتولموش «أعتقد أن الرئيس سوف يكلف زعيم حزب العدالة والتنمية الذي جاء في المرتبة الأولى بتشكيل الحكومة في إطار العرف الديمقراطي. أعتقد أن رئيس حكومتنا سيكون قادرا على تشكيل حكومة خلال الوقت المحدد وسوف يقنع الجميع». وبموجب الدستور سيكون أمام الحزب 45 يوما لتشكيل الحكومة. إذا فشل فسيكون للرئيس الحق في الدعوة إلى انتخابات مبكرة. من جهته، دعا الرئيس رجب طيب أردوغان الأحزاب السياسية في بلاده إلى التصرف «بمسؤولية» للحفاظ على «استقرار» البلاد غداة الانتخابات التشريعية التي تلقى حزبه فيها ضربة قاسية. وصرح أردوغان في بيان «في العملية الجديدة هذه، من المهم جداً أن تتصرف الأحزاب السياسية كافة بالحساسية الضرورية، وتتحلى بالمسؤولية لحماية مناخ الاستقرار والثقة إلى جانب مكتسباتنا الديمقراطية». ودعا الرئيس التركي إلى تشكيل حكومة ائتلافية قائلا إن «النتائج الحالية لا تعطي الفرصة لأي حزب لتشكيل حكومة بمفرده». وتصدر حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا منذ 13 عاما نتائج الانتخابات التشريعية بحصوله على 40.8% من الأصوات لكنه خسر الغالبية المطلقة في البرلمان لأنه لم يحصل سوى على 258 مقعدا من أصل 550. وحل حزب الشعب الجمهوري «اشتراكي- ديموقراطي» ثانيا بحصوله على 25% من الأصوات و135 مقعدا فيما نال حزب العمل القومي «يمين» 16.3% وأصبح يشغل 80 مقعدا، ونال حزب الشعب الديموقراطي «مؤيد للأكراد» 13.1% مع 80 مقعدا. وهذه النتيجة قضت على مشاريع أردوغان بتعديل الدستور لإقامة نظام رئاسي قوي في تركيا. وكان يلزمه من أجل تمرير هذه الإصلاحات التي نددت بها كل الأحزاب الأخرى باعتبارها «ديكتاتورية دستورية»، الفوز ب 330 مقعدا لكي يمكن لحزبه اعتمادها بمفرده. من جهة أخرى احتفل الأكراد في دياربكر، معقلهم في جنوب شرق تركيا، بدخول 80 من مرشحي حزبهم، حزب الشعب الديمقراطي، البرلمان نتيجة الانتخابات التشريعية الأحد، في مشاهد فرح تخللتها ألعاب نارية ومواكب سيارات. ففي شوارع «العاصمة» الكردية في البلاد، تقاطرت السيارات مطلقة أبواقها وأطل ركابها من النوفذ، رافعين أصابعهم بعلامة النصر. كما أطلقت بعض العيارات النارية في الجو. وتوالت مظاهر الفرح هذه بعد يومين فقط من اعتداء بالقنبلة أوقع قتيلين وأكثر من مائة جريح بين أنصار حزب الشعب الديمقراطي الذين كانوا يشاركون في تجمع انتخابي لزعيم حزبهم صلاح الدين دميرتاش.