بداية أقول ليس المقصود بالعمل الإجرامي الذي فاجأنا الجمعة الماضية مدينة (القديح) بذاتها، وهي جزء غال من الوطن، إنما المقصود بهذا العمل الإرهابي هو (الوطن بأكمله). فالقديح أرض سعودية، ومجنون من يعتقد أنه إذا كان ساكنوها من (الشيعة) أنها ليست سعودية، أو أنها لن تهم أي سعودي، ومن يعتقد بهذا، فعليه أن يراجع وطنيته وولاءه للوطن، وكما قال القصيبي -رحمه الله- (ونحن جزيرة العرب افتداها.. ويفديها غطارفة وأسد) هذا القول الفصل الذي يجب أن يعيه كل سعودي، صرف النظر عن مذهبه وانتمائه ومن يكون، فالإرهاب الذي طال (القديح) هو نفس الإرهاب الذي طال (الرياض)، وهو نفس الإرهاب الذي طال منفذ (عرعر)، وهو نفس الإرهاب الذي حاول (تهريب أسلحة قادمة من البحرين)، وهو نفس الإرهاب الذي يخطط له إرهابيون كانوا سنة أم شيعة لتخريب وحدة الوطن، وهز أمنه، وزعزعة استقراره، هذا الكلام الذي يجب أن يُفهم ويُثار ويُقال، ولهذا حينما يحاول بعضهم (توظيف العمل الإرهابي) والاستفادة منه لتحقيق مصالح سياسية واجتماعية، ويرفع شعارات على حساب دماء (الشهداء) فهذه خطيئة لا يرتكبها إلا حمقى المثقفين والكتبة. فالكلّ أجمع على (إدانة العمل الإرهابي) الذي جرح (القديح) مثلما الكلّ أدان (قتل الجنود) الذين سالت دماؤهم في مواجهة الإرهاب في كل مكان من الوطن، والكلّ سمى ضحايا (القديح) شهداء، وسمى العملية (إرهاباً) وكذلك سقوط (جنود الوطن) في مواجهة الإرهابيين، أيا كانوا، هم (شهداء وليسوا قتلى). والعمل الذي سقطوا ضحايا فيه لمواجهة الإرهابيين هو (إرهاب) وليس (حادثا). بهذه المعادلة المتساوية (سنجعل العدو يخسر أهدافه) التي خططها ليستهدف بلادنا، وسنجعله ينكص على عقبيه خاسرا ذليلا (حينما) يرانا وقد اصطففنا خلف (الملك سلمان بن عبدالعزيز) الذي أشار – حفظه الله- أنه ينظر إلى كل مواطن، وكل منطقة (نظرة واحدة) ليس عنده فروق واختلافات بينها وبينهم، فكل مدينة وقرية وهجرة هي (المملكة العربية السعودية)، وكل ساكنيها على اختلاف أطيافهم ومذاهبهم هم (سعوديون) فليرتق من يسمون أنفسهم مثقفين، وليضطلعوا بمسؤولياتهم الوطنية، فمن (المعيب) هذا التراشق الذي يحدث في وسائل التواصل الاجتماعي، ويحمل الفكر الظلامي والتكفيري لأبناء الوطن الواحد، لأقول لهم جميعاً نحن في وطن، ولنا قيادة حكيمة تدعو للابتعاد عن التفرقة العنصرية والمذهبية، فمثل هؤلاء المغردين على وسائل التواصل الاجتماعي يعملون على (تقسيم) الوطن إلى (فريقين متحاربين). وما تلك التغريدات العمياء إلا هدف من أهداف العدو الداعشي لنا، أعود لأقول إن المقصود هو (الوطن) وليس (القديح). فلا تعطوا العدو الداخلي والخارجي، فرصة لأن يحقق هدفه في تفكيك نسيجنا الاجتماعي.