قال رئيس جمعية «اقرأ» والناشط في الدفاع عن حقوق السنة بلال دقماق في طرابلس ل «الشرق» إن الربيع العربي أزهر بسرعة غير متوقعة. ومما لا شك فيه أن هذا الربيع بدأ في لبنان على دماء رفيق الحريري عام 2005. وعشاق الحرية علموا أنه لا بد من التضحية من أجل نيلها مهما كان ثمنها. وعن موقع لبنان مما يجري قال إن «النهضة الإسلامية كانت أكثر الحاصدين من الثورات العربية. والدليل على ذلك، نتائج الانتخابات في عدة دول عربية. وكيف حصدت الجماعات الإسلامية أكثرية الأصوات. لكن لبنان لم يتأثر كثيرا بالثورات أو كان التأثير عليه محدوداً في الوقت الحاضر. إذ إن هناك حائلا بين الناس وهذه الثورات لأسباب عدة، منها أن لبنان ليس من لون طائفي واحد، أو لنقل إن هناك طائفة لها السواد الأعظم في لبنان، لكن لا يوجد مركزية أمنية. بمعنى آخر إن الدولة في لبنان لا تبسط سيطرتها على كامل التراب اللبناني. ناهيك عن أن هناك تدخّلا خارجيا بالشأن السياسي اللبناني، وعلى وجه الخصوص من طهرانودمشق. لذلك فلبنان يتأثر بما يجري من حوله دوماً، لكنه ليس هو من يخلق الأحداث كما حصل في باقي الدول العربية». حزب الله مسيطر على لبنان وردا على سؤال حول إمكانية أن ينأى لبنان بنفسه عما يجري قال الدقماق: «إن ما يجري في سوريا هو خارج عن المألوف، كأن يقتل الأطفال والنساء والشيوخ ويعتقل الشباب. كما أن الجامعة العربية، ولبنان عضو فيها، اتخذت قرارات متتالية حيال ما يجري. وهذه القرارات تتعلق بالشعب السوري وبالنظام المجرم في دمشق». وأضاف «أين هذه الوحدة الوطنية التي يريد لبنان الحفاظ عليها. هذه كذبة كبيرة، وحزب الله يساند النظام في سوريا ليس هذا وحسب، بل يتدخلون مادياً ومعنوياً وميدانياً مع النظام ضد السوريين، كما أن وسائل إعلام حزب الله وحركة أمل وغيرها، يساندون النظام السوري الفاقد للشرعية. فكيف سينأى لبنان بنفسه. وطبعاً أهل السنة وغيرهم من مكونات لبنان من غير الشيعة، يساندون المعارضة السورية علماً بأنهم أغلبية في البلد. لذلك لا يمكن للبنان النأي بنفسه. ولولا أن حزب الله، هو الحاكم والمسيطر بسبب دعم إيران له بالأموال النظيفة كما يسميها الحزب ولولا امتلاكه السلاح لاختلف الأمر تماماً. وطبعا، بالنسبة للمسلمين، فإن الدفاع عن المظلوم من أي طائفة أو دين واجب، فكيف بإخوانهم في الدين والجغرافية والتاريخ. أعتقد أنه سيكون هناك تدخل لوقف القتل وانتهاك الحريات من قبل عصابة حاقدة طائفية يرمز إليها الأسد الأب والأبناء. ولن يكونوا بعيدين عن ضربات الشعب السوري. ولن يكونوا في ذلك وحدهم، بل سيكون معهم من ساندهم وخصوصاً حزب الله وإيران وروسيا والصين». صدام سنّي شيعي وعن احتمال صدام سنّي شيعي في المنطقة قال الدقماق إن «المنطقة مهيأة لصدام سنّي شيعي. وبدأ هذا الصراع حديثا وذلك بعد سيطرة الخميني على الحكم في طهران في ثمانينات القرن الماضي. وبعد حرب الخليج الأولى، وبعد الأحداث التي ارتكبها الشيعة في الكويت وتمحورت حول محاولة قتل أمير البلاد. ورفع طهران لشعار تصدير الثورة. وحديثاً مساعدة طهران لأمريكا في احتلال العراق وأفغانستان، والتنسيق الكامل مع واشنطن وأحداث اليمن والبحرين وعصابات التجسس لحزب الله في مصر والكويت، والصراع بين تنظيم القاعدة والسنّة وعصابات الشيعة في العراق المدعومة من إيران وتصعيد اللغة الطائفية وخصوصا في العراق، ولا ننسى دور إيران في لبنان عبر حزب الله والتنسيق ووحدة المسار والمصير مع نظام بيت الأسد، حيث وضع حزب الله ورأس بشار الأسد وحسن نصرالله في سلة واحدة بالنسبة للسنّة عموما وفي سوريا خصوصا. أضف إليها اغتيال الحريري وكشف تورّط عناصر من حزب الله ما زاد في الطين بلة. ناهيك عن الاستقواء بوجود سلاح حزب الله والوعيد والتهديد بقطع الأيدي لمن يمس هذا السلاح الأمر الذي يزيد من شدة الاحتقان. وكما يعلم البعض فإن حزب الله يحاول أن يتواصل مع القاعدة لمنع أي صدام معها. ولأن تنظيم القاعدة وسياساته وحدها هي القادرة على الوقوف بوجه الحزب. سيكون الحزب هو الحلقة الأضعف أمام تدخل القاعدة. أما أن يكون هناك صراع كبير وضخم مع الشيعة، فهو أمر مستبعد. فقد عوّدتنا طهران أنها سرعان ما تتراجع عندما يكون الأمر جديا ضدها، لكن ستبقى المناكفات والصراعات قائمة بين السنّة والشيعة بشكل فاضح ومكشوف على شكل مناوشات».