قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري إن العراق يريد تفادي الانجرار في أعماق الأزمة السورية ويسعى إلى التوازن خلال صراع إقليمي على السلطة بشأن جارته. ويخشى زعماء الشيعة في العراق ان يؤدي انهيار حكومة الرئيس السوري بشار الأسد إلى تفتت سوريا على أسس طائفية وفي نهاية المطاف إلى قيام نظام سنى متشدد معاد لبغداد. وينذر تزايد العنف في الانتفاضة المناهضة لحكم الأسد التي يقودها السنة بزعزعة التوازن الهش في بغداد بين احزاب السنة والشيعة والأكراد وأن يغري المقاتلين الإسلاميين بالعودة عبر الحدود إلى العراق. وقال زيباري لرويترز "نحن نشعر بالقلق من احتمال انتشار الميليشيات والجماعات المسلحة والاتجاهات الأصولية وزعزعة نظامنا السياسي. يوجد صدع بين السنة والشيعة في المنطقة كلها. ونحن لا نريد إقحامنا في هذا." وتدعو الدول العربية الأخرى والخليجية إلى تنحي الأسد ومساندة المعارضة السورية بشكل نشط غير ان العراق اتخذ موقفا أكثر اعتدالا. فهو يقاوم الدعوات الي تنحي الأسد لكنه يحث على الإصلاح لانهاء حكم البعث القائم على نظام الحزب الواحد في سوريا. ومع مساندة إيران الشيعية للأسد الذي ينحدر من الطائفة العلوية ومساندة السعودية المنافسة للمقاتلين المناهضين له فإن سوريا قد تهوي في غمار حرب أهلية تنذر بزعزعة جيرانها. ومع ان الحكومة العراقية قريبة من إيران فإنها تنفي المزاعم بأنها تساند الزعيم السوري بسبب طهران وتقول انها تسعى الى سياسة خارجية مستقلة. غير ان بغداد امتنعت في تصويت للجامعة العربية على تعليق عضوية سوريا ورفضت دعوات الى فرض عقوبات عربية على جارتها. وقال زيباري وهو كردي شارحا موقف العراق "يجب ان يكون للجامعة العربية دور تلعبه وإذا أصبحت جزءا من المشكلة فلن يكون لها دور. وإذا انحزنا إلى أحد فسوف نخوض الحرب أو نسلح أحدا لا نسانده." وأضاف قوله "العراق أعلن من البدايه أنه يقف الى جانب الطموحات المشروعة للشعب السوري في الحصول على الحرية والديمقراطية وهي عملية سياسية." واستدرك بقوله "لكن العراق له مخاوفه بشأن التطورات في سوريا مخاوفه الأمنيه ومخاوفه الطائفية ومخاوف الارهاب. ولا نعلم النتيجة وماذا سيحدث."