في وقتٍ احتشد عشرات الآلاف من الأردنيين في عمَّان هاتفين: الموت ل «داعش»، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن التنظيم المتطرف أحال رجل دين سعودياً إلى محاكمةٍ لاعتراضه على حرق الطيار معاذ الكساسبة. وقال المرصد، في إفادةٍ صحفية أمس، إن رجل دين سعودياً يدعى «أبو مصعب الجزراوي» اعترض أمس الأول خلال اجتماعٍ أسبوعي للهيئة الشرعية المحلية التابعة ل «داعش» في بلدة الباب بمحافظة حلب السورية؛ على حرق الطيار الأردني وطالب بمحاكمة المسؤولين عن هذا الفعل الذي جرَّ على التنظيم غضباً عارماً. وأشار المرصد إلى قرارٍ بتنحية الجزراوي وتقديمه إلى محاكمة، ملمحاً إلى إمكانية قتله. وكان التنظيم المتطرف نشر على حساباته في موقع «تويتر» ما يفيد بقتل الكافر حرقاً، لكن رجال دين مسلمين أفتوا بتحريم قتل أحد على هذا النحو، وصدرت اعتراضات مشابهة من شخصيات مرتبطة بتنظيم القاعدة. وفي عمَّان، احتشد عشرات الآلاف من الأردنيين في الشوارع أمس لمطالبة الملك عبدالله الثاني بتكثيف الضربات الجوية على «داعش» ثأراً لقتله الكساسبة. وتجمعت الحشود قرب المسجد الحسيني، ثم سار المشاركون مرددين شعار «الموت لداعش». وعارض كثيرٌ من الأردنيين مشاركة بلادهم في الحملة الجوية الدولية ضد مواقع التنظيم المتطرف خشية رد الفعل الانتقامي، لكن قتل الطيار المتزوج حديثاً والمنتمي إلى عشيرة كبيرة زاد التأييد للحملة العسكرية. وقصفت الطائرات العسكرية الأردنية أمس الأول أهدافاً للتنظيم في سوريا قبل أن تحلق فوق منزل الكساسبة في بلدة عي بمحافظة الكرك. وانضمت الملكة رانيا زوجة العاهل الأردني إلى مسيرات يوم أمس حاملةً صورة للطيار القتيل. وقالت الملكة إن الكساسبة قُتِلَ دفاعاً عن بلده ودينه وعن الإنسانية، مشيرةً إلى «أن الأردنيين متحدون في حزنهم وفخرهم بالشهيد». في غضون ذلك، نشرت الولاياتالمتحدة مزيداً من الطائرات المروحية المخصصة لعمليات الإنقاذ في شمال العراق. وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» نقلاً عن بعض موظفي البنتاجون أن نقل هذه الطائرات المروحية إلى إربيل سيقلل من المدى الزمني اللازم لإنقاذ الطيارين في حال تعرض طائراتهم للسقوط. وأفاد أحد المسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية ب «أننا نزيد من تحسين قدراتنا في المنطقة حتى فيما يتعلق بإنقاذ الأفراد كذلك». واعتبر المسؤول أن «الطيارين الأمريكيين على وعي دائم بالمخاطر التي تتربص بهم خلال هجماتهم الجوية على المناطق التي يسيطر عليها المتطرفون».